لقد كانت الظلماء تتدجى في أشداقه فتكسف الشمس الوضاءة، وترد نور النهار المتلألئ ديجورا يلج في ديجور!!
وكان الزبد ينتثر من أفواهه كأنه ندف يساقط من علٍ في ليل عاصف!
وكان ذيله الطويل الضخم يتلوى ويتثنى كأنه ذنب هيدرا أو ذيل لادون!
وكان يعوي وينبح فيقلقل الجبال المجاورة، ويزلزل قصور أرجوس!
وانظر إلى الملك الجبان!
لقد قفز من عرشه مما ألم به من الهلع، وانطلق إلى مخزن الغلال المجاور فاختبأ في خابية عظيمة أغلقها على نفسه حتى كاد يختنق، والى لا يخرج حتى يعود هرقل بسير بيروس إلى هيدز!
وهكذا أصبح هرقل حراً، وألقيت عن كاهله هذه الربقة التي أذلته طويلاً، وتلفت حوله فوجد الحياة تتبرج كأنها غانية، ووجد كل شيء بساماً ضاحكاً يدعوه إلى اللهو والمرح، والأخذ بنصيب مما تفيض به هذه العاجلة من مباهج ومغريات
وذهب في رهط من أصدقائه والمعجبين به من الإلهة إلى الأولمب ليلقى أباه وليقدم له طاعته، وليرى هل يتوب عليه من غضب لا يستحق منه كثيراً ولا قليلاً. . .
ولقيه أرباب الأولمب هاشين باشين، واخذوا يتندرون بمجازفاته العجيبة التي انتصر فيها على سبع نيميا والأفعوان هيدرا ومحاربات الأمازون. . . . .
واغرقوا في الضحك حين ذكر أطلس وما كان من أمر الحيوية!!. . . . واقترح هرمز على الإلهة أن يصارعوا هرقل ويلاكموه، ويباروه في العدو والسباحة والعاب القوى، لتتم بذلك بهجة لقائه، وليعبروا عما يكنونه له من حب، ويضمرون من إعجاب. فأقيم ملعب الأولمب الفخم، وشيدت على جوانبه المدرجات العجيبة التي تتسع لألف ألف من الإلهة وأنصاف الإلهة وكبار المدعوين من عباد برومثيوس
وتم مهرجان الألعاب، وحاز هرقل قصب السبق في اكثر المباريات؛ وكان هذا هو الأولمبياد الأول الذي اخذ اليونان يحتفلون بمثله كل خمس سنوات
وتتابعت السنون. . .
ومر هرقل بقوم يبكون؛ وقيل له أن أدميتوس ملك تساليا مرض، فتمنى على الإلهة أن