(ولست اخفي عليك) وأنت تقول (ويرى أنها ما تزال لما تهدأ) ولعلك توافقني على أن لما هنا ثقيلة جدا مفسدة للأسلوب لوقوعها هذا الموقع النابي بين فعلين وأنت تقول (إذ وضعت تحت نظرك هذه العبارة) وأظنك توافقني على إن تحت نظرك هذه قريبة جدا إلى الابتذال. وأنت تقول (لن أرضى لنفسي أن أكون إلا أنا). ولعلك توافقني على أن الصواب إلا إياي.
ومثل هذا كثير أيها الصديق العزيز في هذا الكتاب وفي ثورة الأدب. ولعلك ترى إن الخطأ والابتذال شيء وان البساطة والإيجاز والقوة شيء آخر. وانك تستطيع، إن أردت، أن تكون بسيطا موجزا قويا دون أن تخطئ أو تدنو من الابتذال. أما بعد فقد أعجبني منك أيها الصديق انك سجلت في كتابك على ثنائي عليك كله تسجيلا. ففيم كان هذا التسجيل؟
أخائف أنت أن أنساه؟ وكيف أنسى ما سجلت المطبعة؟ أخائف أنت أن أنكره؟ فثق بأني قد أثنيت عليك صادقاً وما تعودت أن أعطي باليمين وأسترد بالشمال؟ بعض هذا المكر وبعض هذا الدهاء. فالأمر بينك وبيني أرفع من المكر وأمتن من الدهاء وأوضح من أن يحتاج إلى التسجيل والتشديد في الحساب.
أما عد فهل تأذن لي في ملاحظة يسيرة جدا كنت أود لو لم احتج إليها، ولكن حياة الأدباء في هذه الأيام تضطرني إليها. كم أحب للأدباء ألا يضيقوا بالنقد وألا يحفلوا بالرد عليه إلا أن تدعو إلى ذلك حقيقة علمية لا ينبغي إهمالها فماذا يعنيك أن يحسن رأي الناس أو يسوء في أسلوبك، فإن كان هذا يعنيك أو يؤذيك فالخير في ان تجعل هذا سرا بينك وبين نفسك لا أن تعلنه إلى الناس.
وأنا أرجو أيها الصديق العزيز أن تقبل مني تحية كلها الحب والإعجاب.