للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وإنه لا ضير على أن تهيم بها أرواح الموتى، أو يفتتن بها بلوتو وملؤه. . . . . .

ومضى كيوبيد إلى قصر الملك في طريق حفَّت بالورد:

وعبقت فيها أرواح البنفسج، وتأرج النرجس الغض، واختلط كل أولئك بالقمراء الفضية فرققت من غيظ الإله الأصغر، وجعلته يحس الجنة التي يخطر فيها ليقتل فتاة بريئة، كل ذنبها جمالها، وأقصى ما ارتكبته من وزر أن بدت للناس فشغفوا بها، وفنوا فيها. . .

وكبر في قلب كيوبيد أن تنتهي هذه الجنة إلى جحيم تعج بالجريمة؛ وتفيض بالآلام؛ فجلس تحت سوسنة نامية يتأمل، وكان ضوء القمر ينعكس على الأزهار ثم يرتد عنها شعراً وسحراً وموسيقى صامته؛ تنعزف ألحانها على أوتار قلبه الخفاق!

وصدح بلبل غرد في هدأة الليل الفضي، فانتفض الإله الأصغر وحمل قوسه وسهامه ومضى. . . . لا يأبه بجمال الطبيعة الساحرة، ولا يأسر لبه هذا البهاء الإلهي الذي يغمر الكون حوله، حتى كان عند أسوار القصر الملكي الراقدة في طوفان زاخر من أزهار الشيبر والياسمين والبابونيا

وبرفتين من جناحيه الصغيرين كان في حديقة القصر. . .

هاهو ذا يصعد على الدرج الرخاميّ، متبختراً، دون أن يلمحه الحرس. . .

وانفتل في غرفة بسيشية النائمة، واندس خلف الستائر الحريرية يوتر القوس الذهبية، وينتقي من كنانته سهماً تقطر المنية من سيته، ويرقص الموت على شباته!

وتقدم نحو الفتاة. . . . . .

يا للجمال النائم فوق الأريكة! ويا للفتنة العائمة ملْء السرير!

لقد كانت متجردة كلها! وكان نهدها البارز المثمر مجللاً بثديين ناضجيين، يتحلبان لذاذة ويلتهبان إغراءً!!

ونامت هذه الذراع هنا، واطمأنت تلك الذراع هناك؛ لدْنتان وإن كانتا كالمرمر؛ رخصتان وإن كانتا لتمثال معبود!!

وكان السحر يهمهم فوق الساقين الملفوفتين، ويهوم من تحتهما، كأنه يرقيهما من نفسه، أو ينفث فيها من روحه وبأسه!. . .

والرأس الصغير فوق الطنفسة الوردية، مستسلماً لأحلام الشباب الحلوة، متلألئاً في شعاعة

<<  <  ج:
ص:  >  >>