للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الأول من الكتاب نحو عشرة مجلدات.

ويتناول القسم الثاني الكلام على سكان الأرض من طوائف الأمم وفيه حديث مستفيض عن طوائف العلماء في الشرق والغرب، ثم الكلام على الأديان والنحل المختلفة؛ وبعدئذ يجيء الكلام على التاريخ، وهو قسمان، تاريخ الدول التي كانت قبل الإسلام، ثم تاريخ الدول التي قامت بعد الإسلام حتى عصر المؤلف، ويستطرد فيه إلى ذكر الحوادث حتى سنة ٧٤٣هـ أعني قبل وفاته بنحو خمسة أعوام.

ولم ينشر إلى يومنا من كتاب (مسالك الأبصار) سوى الجزء الأول كما قدمنا؛ غير أنه قد نشرت منه بعض فصول ونبذ متفرقة منها فصل من فصول القسم الأول عنوانه (كلام إجمالي في أمر مشاهير ممالك عباد الصليب في البر دون البحر) نشره المستشرق أماري (سنة ١٨٨٣) مقروناً بترجمة إيطالية، وهو فصل يمتاز بدقته وطرافته ويتناول الحديث عن أحوال الممالك النصرانية والجمهوريات الإيطالية في النصف الأول من القرن الرابع عشر الميلادي، وينسب العمري ما أورده فيه من المعلومات إلى رجل إيطالي يدعى (بلبان الجنوي) عرفه في بعض رحلاته واستقى منه معلوماته وهي معلومات في منتهى الدقة ولا سيما ما تعلق منها بنظم الجمهوريات الإيطالية في ذلك العصر. وعني صديقنا العلامة السيد حسن حسني عبد الوهاب بنشر الفصل الخاص بوصف أفريقية والأندلس؛ ونشر أحد المستشرقين الألمان أخيراً الفصل الخاص بوصف بلاد الأناضول.

- ٣ -

على أنه قد انتهى إلينا من تراث العمري اثر ذو أهمية خاصة هو كتاب (التعريف بالمصطلح الشريف) وقد كان العمري كما رأينا مدى أعوام طويلة ناظراً لديوان الإنشاء والرسائل، وقد استحدث في هذا الديوان الكثر من الأساليب والأوضاع الجديدة سواء في توجيه الرسائل والمخاطبات أو صيغها؛ ويجب أن نعلم أن ديوان الإنشاء كان في تلك العصور مجمع المراسلات الداخلية والخارجية، فمنه تصدر الرسائل والمناشير والأوامر والتواقيع إلى الأمراء والحكام وكبار الموظفين؛ ومنه توجه الرسائل الخارجية إلى مختلف الملوك والدول التي ترتبط بمصر بعلائق سياسية أو تجارية؛ وإذا فقد كان اختصاصه يتناول ما يسمى اليوم في لغة السياسة الحديثة بنظم (البروتوكول) وهي عبارة عن الرسوم

<<  <  ج:
ص:  >  >>