على عهد رسول الله (ص)، وأن قراءته كانت على آخر عرضة عرضها النبي على جبريل عليهما السلام، وهذه الأشياء توجب تقديمه لذلك وتخصيصه به، لامتناع اجتماعهما في غيره، وإن كان كل واحد من الصحابة رضوان الله عليهم له فضله وسابقته، فلذلك قدمه أبو بكر لكتابة المصاحف وخصه بها دون غيره، من سائر المهاجرين والأنصار؛ ثم سلك عثمان رضي الله عنه طريق أبي بكر في ذلك إذ لم يسعه غيره، وإذ كان النبي (ص) قد قال اقتدوا بالذين من بعدي أبي بكر وعمر فولاه ذلك أيضاً وجعل معه النفر من القرشيين ليكون القرآن مجموعاً على لغتهم، ويكون ما فيه من لغات ووجوه على مذهبهم، دون ما لا يصح من اللغات ولا يثبت من القراءات. . .)
وأتبع المؤلف كتاب المقنع في مرسوم المصاحف بكتاب نقط المصاحف وكيفية ضبطها على ألفاظ التلاوة، ومذاهب القراءة، بدأه بذكر من نقط المصاحف أولاً من التابعين ومن كره ذلك، ومن ترخص فيه من العلماء، ثم عرض لكل ما يتعلق بهذا الباب. وقد وضع الناشر فهرساً للآيات الواردة في كتاب التيسير وكتاب المقنع وكتاب النقط فجاء مسهلاً للمطالع والمراجع
هذه عناية علماء المشرقيات بكتب الإسلام، أما خاصة أهله اليوم فساهون لاهون. وليت سادتنا علماء الأزهر والمعاهد المماثلة له في القطر، وأساتذة دار العلوم وغيرهم يتروون في عمل هؤلاء الأعاجم، وقد كان عليهم هم أن يأخذوا باليمين آثار السلف ليحيوها قبل أن تنتظر في الخزائن عطف الغرب
أننا مدينون لعلماء المشرقيات من الهولانديين والجرمانيين والفرنسيين والبريطانيين والإيطاليين والأسبانيين، وغيرهم من شعوب أوربا وشمالي أمريكا، بما تفضلوا به علينا من نشر أسفارنا. أحسن الله إليهم بقدر ما أحسنوا لمدنيتنا وآدابنا.
- ٢ -
عني السيد محمد بدر الدين العلوي من أساتذة جامعة عليكرة الإسلامية في الهند بتصحيح (المختار من شعر بشار) اختيار الخالدين وشرحه لأبي طاهر إسماعيل بن أحمد بن ذيادة الله النجيبي الرقي من أهل القرن الخامس، فوقع في ٣٤١ عدا فهارس قوافي الأبيات والمصاريع وأسماء الشعراء وأسماء الرجال والنساء والقبائل والأصنام والأفراس والجمال.