للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

خاصاً يسهل على المطالع أمر المراجعة والتنقيب، فما ينبغي أن توجه الشكر والثناء إلا للناشر الفاضل وحده، أما أن ترسل الكلام إرسالاً وتمتدح المستشرقين كافة فهذا ما ينكره العلم ولا يرضاه الحق، فتقول: (هذه عناية علماء المشرقيات بكتب الإسلام، أما خاصة أهله اليوم فساهون لاهون! وليت سادتنا علماء الأزهر والمعاهد المماثلة في القطر وأساتذة العلوم وغيرهم يتروون في عمل هؤلاء الأعاجم، وقد كان عليهم أن يأخذوا باليمين آثار السلف ليحيوها قبل أن تنتظر في الخزائن عطف الغرب. إننا مدينون لعلماء المشرقيات من الهولنديين والجرمانيين والفرنسيين والبريطانيين والإيطاليين والأسبانيين وغيرهم من شعوب أوربا وشمالي أمريكا بما تفضلوا به علينا من نشر أسفارنا، أحسن الله إليهم بقدر ما أحسنوا لمدنيتنا وآدابنا)

لقد تعودنا أن نكيل المديح للمستشرقين كيلاً، وأن ننعت جهودهم بأنها بذلت لخدمة لغتنا وأدبنا وتاريخنا، وأن ما نشروه من البحوث والمخطوطات إنما كان لذات العلم خالصاً، ونرانا نرجع إليهم كلما اختلفنا في رأي أو حزَّ بنا أمر لنستوحي منهم الحكمة وفصل الخطاب. هم يتمتعون منا بثقة لا حد لها، ولكن هل عرفنا أغراضهم وغاياتهم؟ هل تبينا حقيقة مقاصدهم؟ ذلك ما نحاول الكشف عنه اليوم، وسيتضح لكل ذي عينين باصرتين أن وراء الأكمة ما وراءها. . .!!

ولسنا ننكر أن بين المستشرقين طائفة معتدلة قد أخلصت في دراستها الإخلاص كله، فنظرت إلى الأدب العربي والتاريخ الإسلامي وإلى كل ما أنتجه الشرقيون من دين وعلم وفلسفة نظرة مجردة عن الهوى كما يتطلبها البحث العلمي الحديث، وهي لذلك تستحق أجزل الثناء، بل إنها لما ينبغي أن نفاخر به أبد الدهر، إلا أن أفراد هذه الطائفة إذا عدُّوا لا يتجاوزون عدد الأصابع، وهم إزاء هذه الكثرة الهائلة المغرضة من المستشرقين لا يذكرون شيئاً؛ وقد قيل إن النادر لا حكم له. فأنت لو تصفحت هذه الأسماء: مرجليوث، لامنس، ماسبرو، دي ساسي، فلوغل، كارليل، كولنبرك، جنستون، ستونتن، هوغتن، غابلنتس، سيدليو، كوسان دي برسفال، كلابروت، جيب، دي لاغرانج رينو، مونك، يرون، كازميرسكي، كسغارتن، برنستين، فتزر، وولف، بورغستال، جونس، غوتوالد، كريستيا نوفتش، خانيكوف، بوتجانوف، سيانكوفسكي، سافلياف، غريغورياف، تورنبرغ، دوزي،

<<  <  ج:
ص:  >  >>