توفي أخيراً الشاعر الإنكليزي السير وليم وطسون في نحو السابعة والسبعين من عمره، وكان يعاني آلام المرض منذ أعوام؛ وولد السير وطسون في سنة ١٨٥٨ في بلدة من أعمال يوركشير، وتلقى تربيته الأولى في ليفربول حيث كان أبوه يشتغل بالتجارة، ثم درس الحقوق في جامعة ابردين؛ وفي سنة ١٨٨٠ نشر أولى قصائده في كتاب سماه (أمنية الأمير) وظهر فيه تأثره بنفوذ الشاعرين كيتس وتنيسون؛ وبعد بضعة أعوام أخرج كتابه (صور من الفن والحياة والطبيعة)، ولكنه لفت الأنظار لأول مرة حينما نشر في سنة ١٨٩٠ قصيدته الشهيرة (قبر وردسورث) التي أثارت يومئذ إعجاب النقدة، واعتبرت دليلاً قاطعاً على مقدرته الشعرية؛ وأعقب السير وطسون ذلك بعدة قصائد وأناشيد شعرية؛ وظهر من ذلك الحين بمواهبه الأدبية، واشترك في تحرير كثير من الصحف الأدبية الشهيرة. ولما توفي الشاعر تنيسون رثاه بقصيدة رائعة ضم إليها قصيدة أخرى في الذكرى المئوية للشاعر شيللي (سنة ١٨٩٣). وفي ذلك العام منحته الحكومة (معاش الأدب) الذي كان مخصصاً لتنيسون وقدره مائتا جنيه. ولما وقعت المذابح الأرمنية في تركيا في أواخر القرن الماضي، نشر السير وطسون عدة قصائد وأناشيد عنها في جريدة (الوستمنستر جازيت) ثم جمعت بعد ذلك في ديوان سمي (عام العار). وفي سنة ١٩٠٩ نشر ديواناً سماه (القصائد الجديدة) فلقي نجاحاً عظيماً، ثم نشر (الشعر في المنفى)، وأنعم عليه بلقب (السير) سنة ١٩١٧؛ واستمر السير وطسون يعد ذلك يخرج مجموعات شعرية متعاقبة
ويحمل شعر السير وطسون طابع المدرسة الروائية وميلها إلى البلاغة، بيد أنه يمتاز بالوضوح الجم والاحتشام الرفيع
ولما مرض السير وطسون منذ أعوام ولم تف موارده بحاجته للعلاج، أبدى مواطنوه له تقديرهم وإعجابهم بفتح اعتماد مالي شعبي يمكنه من إتمام علاجه وارتياد المصحات اللازمة؛ وقد نجح الاكتتاب نجاحاً عظيماً
وفاة السيد محمد رشيد رضا
استأثر الله في يوم الخميس الماضي بالعالم الكاتب والفقيه الحجة السيد محمد رشيد رضا