وكثيراً ما يحدث أن يضطر أمثاله إلى تنكب هذا الطريق الأعوج والرجوع إلى النهج المستقيم
وبعد، فانه لا يصح أن يقال إن لغةمن اللغات عيبها كثرة ألفاظها، فان الألفاظ تنشأ، وتحيا، وتموت، على حسب الحاجة، والناس لا يشتقونها أو ينحتونها، أو يضعونها، أو يستعيرونها من اللغات الأخرى، للترف، بل للضرورة في وقتها، وللألفاظ حياتها كما للناس، وهي - مثلهم - أجيال، حتى معانيها تتطور على الأيام، ويجري عليها من الحظوظ ما يجري على كل كائن حي، وإنما الذي يصح أن يقال، والذي يقبل من قائله، هو أننا نسيء تعليم لغتنا، ونجعلها بسوء طريقتنا في تعليمها وبتقصيرنا في حقها، أعوص مطلباً مما هي في الحقيقة وأشق في التحصيل على أبنائها - فضلا عن الغرباء - من اللغات الأجنبية التي أحسن أهلها القيام على خدمتها وذللوا لطلابها ما فيها من صعوبات لا تخلو منها لغة