إن الدكتور إقبال ليس بشاعر فقط بل هو مفكر وفيلسوف أيضاً من الطراز الأول، وهذا الأمر يزيد شعره حسناً وجمالاً ورونقاً وكمالاً: فقد قال كوليريج الشاعر المفلق الناقد الأديب الإنجليزي الشهير: (لم يكن ولم يكون أحد شاعراً كبيراً مجيداً بغير أن يكون في نفس الوقت فيلسوفاً ومفكراً دقيقاً. لأن الشعر أرج علم الإنسان وأفكاره وشعوره وعواطفه ولغته قاطبة.) ففي الشعر يقدر الشاعر الفيلسوف أن يعالج أمراً من أمور الفلسفة الدقيقة، وعر الملتمس منيع المطلب ببيت واحد، في حين أنه لا يقدر على معالجته بصفحات من النثر. فأنت ترى كيف أن إقبالاً بين لك وفي بيت واحد فلسفة الحياة، ثم نبهك على مواضع الضعف فيك، وفي هذا التنبيه منه لك تحريض أيضاً على الأعراض عما أنت فيه قال:
حيات جبست جهان را أسير جان كردن
توخود أسير جهاني كجاتواني كرد
(ما هي الحياة؟ هي ان تستأسر العالم لنفسك (ولكن مادمت أنت أسيراً للعالم فكيف يمكن لك ذلك)
وقال في بيت آخر ما ترجمته:
(إن الحياة هي أن تخلق اللؤلؤ في صدفك وأن تنفذ في قلب اللهيب ولا تذوب)
وقال في فلسفة الحياة أيضاً مخاطباً قلبه ما ترجمته:
(أيها القلب تعلم من البرعوم سر الحياة، فان الحقيقة ليست بمحجوبة في مجازه فانه قد نبت من التربة المظلمة، ولكن نظره (دائماً) إلى شعاع الشمس)
يجيد الدكتور الإنجليزية والفرنسية والألمانية والفارسية والأردية، ويعرف السنسكريتية والعربية أيضاً، ويقول الشعر بالفارسية والأردية. وجميع مصنفاته التي ظهرت إلى الآن هي كما يلي:
١ - مصنفاته شعرا:
١ - بابك درا (أي صوت الجرس): وهو ديوان باللغة الأردية يحتوي على أنواع الشعر المختلفة من باكورة شعره
٢ - أسرار خودى (أي أسرار الأنانية): وهو أول دواوينه باللغة الفارسية وشعره من النوع المثنوي. نشره في سنة ١٩١٦، ويحتوي على مباحث إسلامية فلسفية دقيقة للتربية