إقبال، ولا يتسع المجال هنا لأن نستقصي رأي جمع طبقات الهيئة الاجتماعية الهندية في شعر إقبال لإبانة جاذبيته ومنزلته. وإنما نكتفي برأي طبقة الشعراء لأنهم أدرى بحقيقة فنه ودقائقه
إن الشعراء في الهند كثيرون فمنهم من يجيد الشعر بالأردية ومنهم من ينشئه بالفارسية، ومنهم من يتقنه بالاثنين، ولكن إقبال أسبقهم غير مدافع، وأفضلهم غير معارض، ولشعره بينهم القدح المعلى، فقد اتفقوا جميعاً على أنه هو شهابهم الساطع، وبدرهم الطالع ولقبوه (بترجمان حقيقت) (أي المعبر عن الحقائق) وقد شدا غير واحد منهم ناشراً طراز محاسنه في المجالس، وناثرا لآلئ وصفه في المحافل بالأبيات والقصائد نقتطف بعضها هنا. قال مولانا غلام قادر كرامي وهو من كبار شعراء الهند ويقول الشعر بالفارسية:
در ديده معنى نكهان حضرت إقبال
بيغمبري كردو بيمبر نتوان كفت
(إن في رأي أرباب النظر قد قام حضرة
إقبال بعمل النبوة ولا يمكن أن يقال له نبي)
وقال الشاعر فكار - وهو من مسقط رأس إقبال ويقول الشعر بالفارسية والأردية - وهذه ترجمته:
(إنك قد جئت بكأس من الحانة القديمة وبنغمة داودية من وتر الرباب)
(يا طبيب روح الأمة! أنت قد جئت بعهد الشباب في دين إبراهيم بدواء الفلسفة)
(وقد كشفت عن نفسك بواسطة (رموز إنكار الأنانية) يا أبا الحكمة أنت قد جئت بالنهر من السراب)
وقال السيد بشير أحمد اخكر - وهو من كبار الشعراء باللغة الأردية - وهذه ترجمته:
(إن وجودك لي سبب الحياة. إن أسرار أنانيتك لي باعث زيادة الهمة)
(إن رموز (إنكار الأنانية) قد حل العقد. إن (صوت الجرس) قد أصبح لي دليل الطريق)
(عن روح (غالب) وحنو (مير) في قلبك يا إقبال إن حسن ليلى الشعر مخفي في محملك هذا)
أما صدى شعر إقبال في العالم، فلشعر إقبال في أفغانستان مرتبة لا يشق غبارها وعزة لا