الأنواع) فأثار ظهوره أعظم اهتمام في الأوساط العلمية، وما زال داروين يشتغل بنظرياته ومباحثه في هذا الميدان لا يتحول عنها قط حتى أخرج في سنة ١٨٧١ كتابه عن (سلالة الإنسان)؛ يتناول أصل الإنسان ونشأته وتسلسله، ومن ذلك الحين اشتهر مذهب النشوء والتسلسل، وأثارت نظريات داروين في طبقات الكافة سخطا واشمئزازا لأنها لم تفهم على حقيقتها، بل فهمت على أنها تذهب إلى تسلسل الإنسان من القرد. ولداروين مباحث وكتب أخرى في هذا الباب يضيق عن ذكرها المقام
قاموس الأكاديمية الفرنسية
من المعروف أن الأكاديمية الفرنسية قد أنشئت في الأصل منذ ثلثمائة عام لتعنى (بتوسيع اللغة الفرنسية وتجميلها) حسبما ورد في قانونها التأسيسي. ومع أن الأكاديمية قد استحالت بمضي الزمن إلى هيئة أدبية كبرى تقود الآداب الفرنسية وتجمع صفوة زعمائها، فأنها لبثت مع ذلك تحرص على أداء المهمة الأصلية التي خلقت من أجلها، وهي تنقية اللغة وتحسينها وصقلها. وجهود الأكاديمية في هذا السبيل تبدو في القاموس الجامع الذي وضعته عن اللغة الفرنسية؛ وقد ظهر هذا القاموس في الصيف الماضي لمناسبة الاحتفال بمضي ثلثمائة عام على تأسيس الأكاديمية، والطبعة الحالية من القاموس هي الطبعة الثامنة، وقد بدأ في وضعها منذ سبعة وخمسين عاما! ولولا أن لجنة القاموس ضاعفت جهودها في الأعوام الأخيرة لما ظهر هذا القاموس الشهير. على أن الأكاديمية لقيت في وضعه صعابا لا نهاية لها، وخصوصا في العصر الأخير حيث كثرت الاختراعات العلمية، وتغيرت أوضاع الحياة، وتغلغلت في اللغة تعبيرات وكلمات جديدة لا نهاية لها. ومع ذلك فان إصداره بعد هذه الحقبة الطويلة يعد عملا من أعمال الأكاديمية نظرا لغزارته ودقته وجدته وبديع تصنيفه
وفات كاتب إنجليزي
في الأنباء الأخيرة أن الكاتب القصصي الإنكليزي الكبير سيلاس هوكنج قد توفي في الخامسة والثمانين من عمره، وكان هوكنج من رجال الدين، وتولى عدة مناصب دينية في شبابه؛ ولكنه منذ سنة ١٨٩٦، نبذ حياة الكنيسة، وخاض غمار الحركة السياسية، ودخل