للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لقد كانتا ما تفكران إلا في هذه الساحة الحمراء، وما يقع فيها من بلاء!

أليس قد ذهب الهيلانيون ينتقمون لكبريائهما من باريس ومن قوم باريس؟

ألم تنصح عروس الماء، إيونونيه، لباريس ألا يصيخ لفينوس، وأن يعطي التفاحة لمينرفا؟

ألم تحذره من التعرض لنقمة الربتين العظيمتين؟

غير أنه أبى!!

وآثر الجمال والحب، ثم الشقاء والحرب، مع فينوس، على القوة والصولة، والملك الكبير، والحكمة والنورانية، مع حيرا أو مينرفا!!

وبذلك جلب على نفسه وقومه وبال هذه الحرب ونكالها!

وليس اليوم أروح إلى قلب حيرا، وأرضى إلى نفس مينرفا، من أن تنصرا جحافل الهيلانيين، وتثبتا في ساحة الحرب أقدامهم!

ولكن أخيل منفرد في معسكره وهو مفئود محزون!

وقد وعدته أمه بالأثئار له، وكلمت فيه زيوس سيد الأولمب، ولم تزل به تسلط عليه ذكريات غرامهما القديم حتى زلزلت أركانه، وسلبت جنانه، وانتزعت منه وعداً قدسياً بأن ينتقم من أجاممنون، وجنوده لأخيلها العزيز!

تانِكم إذن حيرا ومنرفا

وذاكم زيوس كبير أرباب الأولمب

أما أبوللو، فهو لا ينسى أن فضحه أجاممنون في بنت كاهنه، وهو ما يفتأ يتربص بالقوم، ويدبر لهم سوء المنقلب!

وأما فينوس،. . .،. . .؟. . .

فتلك أبر بباريس وبقوم باريس، وهي أبداً ستحمي باريس وجند باريس!! لأنها ستذكر له أبداً أنه نصرها على حيرا. . . وأيدها على مينرفا!!

وكذلك أوقدت هذه الحرب العداوة والبغضاء بين الآلهة، وأضرمت النيران في قصور الأولمب!

فللآلهة في جبل (إيدا) معسكران، كما لبني الموتى حول طروادة معسكران!!

أوشك منالايوس أن يفتك بباريس، لولا أن أنقذته فينوس ولقيته هيلين عاذلة مغضبة، لكنه

<<  <  ج:
ص:  >  >>