الطاغية؟. . . . . .) ثم تنادوا يحذر بعضهم بعضاَ: (أي أيها الطرواديون! خذوا حذركم! الفرار الفرار من الداهية الجبار! لقد قطع الميرميدون رجعتنا! دعوا الهيلانيين وانشدوا خلاصكم، إلى البوابة العظمى! أيها المقاتلون! لا تزحموا الجسر! القهقري القهقري!. . . . . . (إلى أخر هذا النداءات المنزعجة الواجفة. . .
ولكن أين يهرب الطرواديون من بتروكليس؟!
لقد كان إكسانثوس وبليوس - الجوادان الكريمان - زوبعتين مُغْضَبتين، تثيران الرهج وتعقدان العجاجة، في جميع أنحاء الميدان: في القلب، في الميسرة، في الميمنة، في الجناح الأيسر، في الجناح الأيمن. . . . . . بل. . . في السماء!!
وكانت الشمس، شمس طروادة الملتهبة، تعكس أضواءها على خوذة أخيل، فتذهب أفئدة الطرواديين!
واختلط نظام القوم، وتدافعت جموعهم مذعورة مولية نحو الجسر الكبير، الذي نصبوه فوق الخندق حول اليوم. ولم يحتملهم، فهوى بالألوف المؤلفة في جوف الخندق؛ ولكن المؤخرة، وكانت غالبية الجيش، لم تنتبه لما حل بأكثر المقدمة وكذلك تدافعت لا تلوي على شئ، فجعلت من جثث الموتى قنطرة تعبر فوقها إلى. . . طروادة!!
وأخذ الميرميدون السبيل على كتائب كثيفة فأبادوها، ثم جال بتروكلوس جولة هنا وجولة هناك، يبحث عن أصحاب النداءات المنكرة التي كانت تملأ الساحة شماتة بالهيلانين، منذ لحظات، فلقي منهم برنوس فصرعه، ثم ثستور فجند له، ثم اريالوس فأرسل به إلى الجحيم، وعشرات غيرهم من بني طروادة النجب.
وكانت أعز أمانيه أن يلقى هكتور؛ فسعى إليه وضيق الحصار عليه، وأرسل إليه طعنة لو أصابت جانب الجبل لصدعته، ولكن، يا لهكتور!! لقد ريع من هول ما رأى من مقاحمة بتروكلوس، فألهب جياده الضاريات فعدت به وأنقذته من قتلةٍ محققة وموت مبين.
ولشد ما شده بتروكلوس إذ رأى إلى جانبه فتى هيلاس، ومحاربها الصنديد أجاكس، يقود فلول الهيلانيين، ويقتحم بهم الحلبة كرة أخرى!؟ غير مبال بجروحه التي يتدفق من أفواهها الدم صبباً.
وكم كان سرور الهيلانيين عظيماً حين استيقظوا من سكرة هزيمتهم فرأوا جنود أخيل