وقد انعقدت مساء يوم الجمعة الماضي بدار المجمع لجان الآداب والعلوم الطبيعية والعلوم الاجتماعية؛ وستوالي جميع اللجان اجتماعاتها لتعد ما سيجري البحث فيه في الدورة المقبلة، وقد استدعت اللجان بعض الخبراء الفنيين للاستعانة بهم في دراسة المصطلحات العلمية. هذا وستعجل إدارة المجمع بإصدار الجزء الثاني من مجلته تمهيداً لإصدار الجزء الثالث منها، بحيث يكون الجزءان بين أيدي الأعضاء في مفتتح الدورة المقبلة.
ذكريات عن أكابر الكتاب
ظهر في لندن أخيراً كتاب طريف عنوانه:(الصلات) بقلم المستر كورتس براون. ومستر براون ليس كاتباً بمهنته، ولكنه من أكبر (وكلاء الأدب) في إنكلترا، وله صلات وثيقة بمعظم الكتاب الإنكليز؛ وقد تعاقد مع كثيرين منهم على حقوق كتبه. ويعرف مستر براون جيل الكتاب المنصرم معرفة وثيقة، ويعرف الكثير عن أحوالهم وعاداتهم ومشاربهم، وأساليبهم في التفكير والكتابة؛ وقد وضع كتابه المشار إليه متضمناً ما يعرفه عن كثيرين من أقطاب الكتابة في أواخر القرن الماضي مثل توماس هاردي، وهول كين، وجورج مور، والسير كونان دويل، ولورانس وغيرهم. وكتب أيضاً عن بعض الكتاب الهواة مثل مستر لويد جورج واللايدي اسكويث وغيرهما. ونستطيع أن نستخلص من قراءة هذا الكتاب حقيقة مدهشة هي أنه وإن كان هؤلاء الكتاب يشتغلون دائماً بعالم التفكير والخيال، فإن بنهم رجالاً يحسنون فهم الأعمال التجارية والمالية، ويحرصون على مصالحهم المادية حرصاً عجيباً. بيد أن الكاتب يروي لنا أيضاً أن بعض هؤلاء الكتاب كان يفرط في حقوقه المادية تفريطاً مدهشاً، ويضرب لنا مثلاً بتوماس هاردي، ويقول لنا إنه لم يتقاض عن حق تأليف روايته الشهيرة:(تحف شجرة الغابة الخضراء) سوى ثلاثين جنيها!