كانت الأفلام الأمريكية قد اكتسحت بلدان العالم، وكادت الصناعة السينمائية تصبح وقفاً على أمريكا وعلى هوليوود مدينة الكواكب الشهيرة؛ ولكن كثيراً من الأمم تنبهت إلى هذا الخطر الذي يهدد صناعتها وثقافتها المحلية، فنهضت تنشئ لها صناعة سينمائية خاصة، وكانت بريطانيا العظمى وفرنسا وألمانيا وإيطاليا في مقدمة هذه الدول، فشجعت صناعة الأفلام القومية، ووضعت قيوداً مختلفة على عرض الأفلام الأجنبية. وقد قرأنا في البريد الأخير أن إنكلترا قد بدأت بإنشاء مدينة خاصة للصناعة السينمائية على نمط مدينة هوليوود الأمريكية. وموقع هذه الضاحية الفنية في دنهام من مقاطعة بوكنهام شير حيث تكثر المناظر الطبيعية البديعة؛ ومساحتها مائة وخمسة وستون فداناً من الأرض؛ وتبنى فيها الآن أبهاء التصوير (ستديو) بإشراف المهندس والرسام جاك أوكي، وستكون أعظم أبهاء من نوعها في القارة الأوربية، وهي ثمانية سيكلف صنعها ٤٠٠ ألف من الجنيهات، وسيكون في كل منها مسرح مجهز بالألوان لا يضارعه أي مسرح في أمريكا، وسيجهز بمولد كهربائي يكفي لإنارة مدينة كبيرة.
وينتظر أن ينفق نحو مليوني جنيه سنوياً على صناعة الأفلام في دنهام، وأن تخرج كل عام ٢٤ فلماً من الأفلام العظيمة، وستشترك في العمل فيها شركتان أمريكيتان كبيرتان إلى جانب شركات لندن الكبرى، وينتظر أيضاً أن يهرع إليها عدد كبير من نجوم هوليوود.
ولم ينته إلى اليوم من المدينة السينمائية العظيمة سوى الهياكل الحديدية، ولكن المنظور أن تنتهي بعد بضعة أشهر؛ وتحتوي الأرض المختارة على غابات وأشجار ورياض وأنهار وشواطئ بديعة؛ وستنشأ بها مكاتب ومطاعم وفنادق وكل ما يجب لتوفير الوقت والرفاهة لساكنيها من نجوم وغيرهم.
مجمع اللغة العربية الملكي
تقرر أن يبدأ مجمع اللغة العربية الملكي دورته القادمة في يوم الأربعاء ٢٠ من شهر شوال سنة ١٣٥٤ الموافق ليوم ١٥ من يناير سنة ١٩٣٦، وقد أرسلت سكرتارية المجمع رقاع الدعوة إلى الأعضاء في مصر وفي الخارج. وقد استأنفت لجانه أعمالها بعد فترة الصيف؛