ثم يكون فيها بدورها قوة إنشاء نواة أخرى تعيد تاريخها وهكذا. . . . وأجدر من هذا كله بالذكر من خصائص الحياة التي تنفرد بها وتتميز عن الجماد هو أن الحياة في كل فرد من الأحياء لا تحصر عملها في حدود هذا الفرد الذي هي حالة فيه، بل يمتد نطاقها حتى يشمل النوع بأسره، أعني أن الحياة في كل فرد لا تكتفي بحفظ بقائها هي، بل تعمل على حفظ النوع كله.
تلك هي خصائص الحياة؛ أما العقل فطابعه الذي يميزه هو علمه بالنفع والضرر، وهما ما نسميهما باللذة والألم؛ فكل الكائنات الشاعرة تعرف ما ينفعها فتقبل عليه وما يضرها فتنفر منه، هذا عما لها من قوة التفكير التي تستطيع بها أن تكون آراء عن الأشياء الخارجية ثم اتخاذ تلك الآراء وسيلة إلى فهم حقائق تلك الأشياء والوصول إلى ما يسيرها من قوانين وما تقصد إليه من أغراض.