للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يغنم الظافر السعيد وإن ك ... ذَّب منه النقاد بُطْلَ الطلاء

وهو في أعين الآنام نضار ... وسواه في الخلق كالدقعاء

يغفر الناس شَرَّه وأذاه ... ويمدونه بمحض الولاء

إنما الحق ما رأى الناس حقاً ... ثابتاً في عقيدة الأهواء

والشريف الذي يرون شريفاً ... نال أولم ينل مدى الشرفاء

والكريم الذي يرون كريماً ... حاز أو لم يحز هوى الخبراء

صاحِ لو يُنْبَذُ المُزَيَّفُ طراً ... حَرَبَ الناسَ كلُّ هذا الاباء

ثم باءوا بحيرةٍ وضلالٍ ... في دعوى العقول والآراء

وإذا النجح لم يكن منه ميزا ... نٌ فكلُ مُزَيَّفُ الأنباء

كن جديراً به وإنْ لم تنله ... إنما الحقد آلة الأدنياء

ويضير الأنامَ كيْدُ حَقُودٍ ... صد عن خير مطمح وعلاء

فدع الناس يكفلون بما شا ... ءوا وَعِشْ في حقيقة الأشياء

إنْ تجدها أو لم تجدها فللع ... يِّ وللجد نشوة الصهباء

نشوة النجح نشوة السعي والخا ... سر من لم يَفُزْ له بطلاء

ولعل الأحقاد ما صَغَّرَ النج ... ح وأنحى عليه بالإزراء

ورجاءُ للنجح خير من النج ... ح فعش من طلابه في رخاء

إنَّ بَعْدَ الرجاءِ أَنْ تبلغ القص ... د ولا قصد بعد نيل الرجاء

ولقد ينكب النجاح أُناساً ... بالذي فاق نكبة للشقاء

والسعيد المحروم من أسلم الأط ... ماعَ طُرّاً لصرف حكم القضاء

ويود الذي تود له الأق ... دار يبغي فيها رخاء الرضاء

ذاك خُبْرٌ يغري الحكيم وإن شَقْ ... قَ فَيُلْفِي رخاءه في العزاء

ولقد يحبط الطَمُوحُ إذا زح ... زحه الهَمُّ عنه بالإعياء

وفُرُوضُ الحياة أخلق يالسع ... ي وأحجى من اقتعاد السماء

إنَّ أعلى من العلاء خليقاً ... بعلاء لا حائزاً للعلاء

والسعيد الحظيُّ من رُزِقَ الجدْ ... دَ وفي الجد مصرع الثؤباء

<<  <  ج:
ص:  >  >>