ومنذ سنة ١٨١٦ يأخذ نجم بيرون في الأفول، ولكن شهرته تصمد ردحاً آخر، وتنتهي حياته المضطربة الصاخبة بأن برغم على مغادرة إنكلترا إلى إيطاليا ثم إلى اليونان؛ وقد كان اسم اليونان الطامحة إلى حرياتها يجذب يومئذ كثيراً من عشاق الحرية، وكان بيرون في طليعة أولئك الذين جذبهم وسحرهم ماضي تلك الأرض القديمة؛ فغادر إيطاليا إلى اليونان في أوائل سنة ١٨٢٤ حينما علم بأن اللجنة الثائرة انتخبته عضواً فيها؛ وذهب إلى اليونان ليعمل في سبيلها بقلمه وماله وشخصه؛ ولكن جراثيم الداء الذي قوض حياة الشاعر كانت تعمل عملها، فلم تمض أشهر قلائل حتى توفي، واختتمت تلك الحياة الباهرة الصاخبة بسرعة، ولكن اسم الشاعر ما يزال بعد مائة واثني عشر عاماً من وفاته يفيض حوله أسمى معاني العبقرية والعظمة والخلود.