النظريات النازية في شرح التطورات القومية. فالأفكار الغربية التي غزت ألمانيا، كما غزت العالم كله، منذ الثورة الفرنسية هي أفكار خطرة منحلة لأنها تذهب إلى أبعد الحدود في تصوير الفردية والحقوق والحريات العامة، بينما تذهب المبادئ الهتلرية في الحكم وفي تصوير حقوق الفرد إلى أبعد حدود الطغيان وإنكار الفردية؛ والمبادئ النازية تصور بأنها أمثل طرق الحكم وتكوين الفرد. وأما فيما يختص بالتطور الديني والتطور الفلسفي، والمسألة اليهودية، فلا ريب أنها ستصور جميعاً بصور مغرقة تبرر سياسة النازي وتؤيدها، وتبرر بالأخص نظريات الجنس والتفوق العقلي الجرماني وغيرها.
وسيكون المعهد الجديد مصدر الوحي والإلهام لدراسة التاريخ وكتابته في جميع المعاهد والمدارس الألمانية.
كتاب جديد عن لورد بيرون
كانت حياة اللورد بيرون الشاعر الإنكليزي الأشهر موضع التأمل والدرس لأكثر من كاتب ومؤرخ، فصدرت عنها بالإنكليزية وباللغات الأحرى كتب لا حصر لها، ولكن حياة لورد بيرون ما تزال في عصرنا، أعني لأكثر من مائة عام على وفاته مادة شائقة للدرس؛ وقد صدر أخيراً عن بيرون كتاب جديد عنوانه (بيرون: أعوام الشهرة) بقلم الكاتب الإنكليزي بيتر كنيل؛ وهو كتاب ضخم يفيض بالعرض الشائق ويتناول حقبة صغيرة من حياة بيرون هي ما بين سنتي ١٨١٢ و ١٨١٦، وهي الفترة التي استقبل بيرون فيها مجده الباذخ وغدا عزيز المجتمع المدلل.
وقد ولد بيرون سنة ١٧٨٨، من أسرة تشرفت بالنبل، ولكن عرف أفرادها بسوء الطباع وانحلال الخلق، ولم يكن بيرون يشذ عن هذه القاعدة؛ ولكن بيرون كان شاعر الطبيعة العبقري؛ بيد أن هذه العبقرية التي تفتحت بسرعة مدهشة، وغمرت كل ما حولها، لم تدم سوى فترة قصيرة هي التي اتخذها مستر كنيل موضوعاً لدراسته؛ ففي هذه الأعوام الأربعة أو الخمسة يبدو بيرون في ذروة قوته وخلاله، وقد استعرض المؤلف نفسية الشاعر وخواصه بإفاضة وبراعة، ونوه بنوع خاص بذلك المزيج المؤلم الذي يجثم في نفسيه بيرون وفي صفاته، والذي يجعل حياته الباهرة قطعة من العذاب المستمر؛ وذلك التباين المدهش الذي يجمع في صعيد واحد بين الخليع الصاخب والحيّ النقي، وبين المدنف الشره