الحصول عليها، وقد أثبت وجودها بتجارب عديدة، وبين أيضاً أن هذه الكهربائية موجبة في غالب الأحيان، وأن كهربائية السحب تكون عادة سالبة، وقد تكون موجبة في بعض الأحيان، وأن هذا كله يتبع التغيرات الجوية، وعوامل عديدة بعضها معروف والبعض الآخر غير معروف؛ وقد قدم فرنكلين بنتيجة تجاربه تقريراً إلى جمعية الملكية بلندن؛ ومع أن أعضاء هذه الجمعية عدو تجاربه وآراءه خيالاً في أول الأمر إلا أنهم أقروا أخيراً نظرياته وأخذوا بآرائه ومنحوه نوطاً رفيعا الشأن اعترافاً بفضله وانتخبوه عضواً في جمعيتهم.
واختلف العلماء في منشأ كهربائية الجو والسحب؛ ومن الغريب أن هذا الاختلاف لا زال قوياً، إذ لم يستطع أحد البت في هذا الشأن. يقول بعض العلماء إن سبب وجود الكهربائية في الجو يرجع إلى تبخر الماء المحتوي على مقادير ضئيلة من الأملاح؛ ويقول آخرون إن منشأ الكهربائية الجوية بما فيها السحب هو الاحتكاك بين القطرات المائية الدقيقة بالثلج الموجود في الطبقات العالية من الجو. وهناك عوامل أخرى لها علاقة بمنشأ هذه الكهربائية لا تزال غامضة وفي حاجة إلى الاستقصاء وزيادة البحث. . . ولكن الثابت
المحقق أن في الجو كهربائية، وأنه يوجد سحب كثيرة مشحونة بكهربائية سالبة أو موجبة، فقد يصادف أن تمر سحابة مشحونة فوق سحابة أخرى أو فوق شجرة أو بناية، فتؤثر فيما تمر عليه وتجذب إليها الكهربائية المخالفة لها، وينتج عن ذلك اتحاد نوعي الكهربائية برغم الهواء ومقاومته، ومن هذا الاتحاد تتكون شرارة كهربائية ينبعث منها ضوء شديد نسميه (البرق)؛ وكثيراً ما يكون سير هذه منعرجاً، ويرجع العلماء سبب هذا إلى مقاومة الهواء الشديدة عند اتحاد نوعي الكهربائية؛ ويختلف طول الشرارة بحسب مقادير الشحنات الموجودة في السحب وعلى سطح الأرض فقد يبلغ ميلاً وقد يزيد على ذلك. ويلاحظ أن لون البرق يختلف، فبينما نراه أبيض في أسفل الجو نراه في أعلاه ضارباً إلى اللون البنفسجي أو مائلاً إلى الحمرة، وذلك لتخلخل الهواء في تلك الجهات المرتفعة.
والبرق على أنواع: منها برق كثير التعاريج وقد ظهر جلياً في تلك الليلة التي دفعتنا إلى كتابة هذا المقال.
وبرق يرى عند الأفق وهو في حدوثه كاللمعة الفجائية، وبرق كروي يمتد من السحاب إلى