للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

ولَّهَني حبُّها وصيرني ... مثل جُحى شهرة ومشخلَبَهْ

وقوله:

يا وَاهَا لذكر الل ... هـ ياوَاهَا ويا وَاهَا

لقد طَيَّبَ ذكر الل ... هـ بالتسبيح أفواها

أرى قوماً يتيهونَ ... حُشوشاً رزقوا جاها

فما أنْتنَ من حُش ... على حُش إذا تاها

وقال علي بن أبي المنذر العروضي: لما مات سعيد بن وهب الشاعر حضر أبي جنازته، وحضرها الفضل بن الربيع، وكان قد ظهر أيام المأمون، فلما دفن أثنى عليه الفضل، وأقبل على أبي العتاهية يحدثه انه أودع القضاة والعدول أموالا فما وفوا له، وانه أودع سعيد بن وهب مالا فوفى به، فقال أبي لأبي العتاهية: ألا ترثيه؟ قال: بلى، قال أبي: ثم صرت بعد أيام إلى الفضل ابن الربيع فأخرج إليّ رقعة، فقال: اقرأ مرثية أبي العتاهية لسعيد بن وهب، فإذا فيها:

مات والله سعيدُ بن وهب ... رحم الله سعيَد بن وهب

يا أبا عثمان أبكيتَ عيني ... يا أبا عثمان أوجعت قلبي

فقلت ما ادري ما أقول؟ فقال الفضل: أبو العتاهية بأن يرثى في حياته أولى من سعيد بعد موته، قال الصولي: وله شبيه بهذا في محمد بن يزيد المسلمي:

قد مات خِلي وأُنسي ... محمد بن يَزِيدِ

ما الموتُ والله منا ... خلافه ببعيد

قال أبو عبيد الله المرزباني: وقوله في مرثية عيسى بن جعفر أشبه بقوله في سعيد بن وهب مما ذكره الصولي وهو:

بكت عيني على عيسى بن جعفر ... عفا الرحمن عن عيسى بن جعفر

ويمكن أن يعتذر عن هذا وأشباهه بأنه مما كان يقوله أبو العتاهية في حديثه السائر ولا يريد به الشعر، وقد روى أبو الفرج رثاءه لسعيد بن وهب بطريق آخر فقال: اخبرني علي بن سليمان الأخفش عن محمد بن مزيد، فال: حدثت عن بعض أصحاب أبي العتاهية، قال: جاء رجل إلى أبي العتاهية ونحن عنده فساره في شئ فبكى أبو العتاهية، فقلنا له: ما قال

<<  <  ج:
ص:  >  >>