ويقسم عليه ويؤكده اجاممنون، ويغسل أقسامه بالدمع السخين؛ ثم يأمر خادمه (تلثبيوس) فينطلق إلى حيث يأتي بخنزير سمين يذبحه ويطعم القادة منه. . . ويحلف أخيل لا يذوقن من طعام حتى يعود بثأر صديقه واعز الناس عليه:(بتروكلوس!).
ويلح عليه اوليسيز في أن يأكل:(لان الحرب شاقة، ويومها دهر بأكمله، ومقارعة الأقران مجهدة للأبدان. . .) وما يزيد أخيل إلا إباء!
وعاد اجاممنون
وكان اوليسيز نفسه يتقدم الراكب الذي اقبل من سفينة القائد العام يحمل هداياه لأخيل. ونهض اجاممنون فأشهد الآهة على نقاء القلب وصفاء النفس، ورضاء الضمير، ثم قدم الهدايا إلى ابن بليوس الذي كان يشهدها ويبكي!
وفي الحق، لقد كانت لُهىً أحسن اللُّهى، وهدايا على قدر مُهديها!
فهذه صناديق سبعة مقفلة، ملئت بالدر واليواقيت والزبرجد وبكل ما غلت قيمته من كتان مصر، وخز الهند، وحبر الشام. . . وهذه اثنا عشر من صافنات الجياد كأنما ولدت في ليلة واحدة ولوَّنتها الآلهة بألوان واحدة، وأضفت عليها عرائس الفنون من سحرها، فكانت كخيل أورورا!
وهذه أيضا عشرون دستاَ من النحاس المزركش، حليت سطوحها بالميناء والفُسيْفِسَاء، وتبارت في حفرها كل يد صناع وفكر عتيد. وفيها من أصناف الجوهر ما يبهر اللب ويشده القلب، ويذهب سنا برقه بالأبصار!
وهذه بدَرٌ عَشْر من الذهب الخالص يحملها اوليسيز ويتقدم بها أبكاراً سبعاً من جملة اللَّهى، كل منهن كأنها فينوس حقيقة، تميس كأنها بانة، وتبسم كأنها أقحوانة، وتبدي عن الدر النضيد!!
ثم. . .
هذه بريسيز! بريسيز الهيفاء، واصل هذا البلاء؛ الدمية التي أترعت بالمفاتن، وفاضت عيناها بسحر الهوى!
هذه بريسيز تبرز فتخطف الأبصار، وتتقدم فثب القلوب، تود لو تغمرها لمحة من جمالها النضر، وشبابها الفينان!