فقلت: (لا تعجلي! ألم أقل إنك هكذا أحلى؟ وعلى ذكر ذلك أسألك: كيف يمكن أن تأكلي بهذا الفم الصغير؟)
فقالت: (إني ذاهبة. . . اسمح لي)
قلت: (إنها ذاهبة؟؟ هل سمع أحد بمثل هذا؟ ليت شعري كيف تستطيع أن تمشي بمثل هذا الحذاء الدقيق؟ ثم تجيء زوجتي فتوسعني تأنيبا!)
وكانت تهم بالقيام، فترددت، ثم سألتني:
(من أنت؟ أني أريد أن أعرف)
فقلت، وعيني إلى الأرض: (إنها تسأل؟ بداية حسنة على كل حال - خطوة في الطريق القويم - ومتى رأيت امرأة تعنى بأن تسأل من يكون الرجل، فاعلم بأن الأمل في. . . .)
فانتفضت ئمة وقالت وهي عابسة: (سأذهب)
ولكنها لم تكد تخطو خطوة واحدة حتى صرخت وارتدت فانحطت على الدكة، وانحنت فمدت يديها إلى قدمها اليمنى، فأسرعت إليها أسألها ما الخبر، وكانت قد خلعت الحذاء ودست فيه إصبعين تتحسس بهما، فقالت: (مسمار! ماذا أصنع؟)
فأخذت الحذاء ونظرت فيه ثم قلت: (من كان يتصور أن هذا الحذاء الصغير يمكن أن يسكنه مسمار ضخم كهذا؟ والآن هل يمكن أن يكون في حقيبتك عتلة أو معول أو فأس أو أي شيء أصغر أو أكبر ندق به هذا المسمار الملعون؟)
فقالت وهي تضحك: (لا تمزح من فضلك!)
قلت: (هذا أحسن - نعم يجب أن نضحك إذا لم نستطع أن نفعل ما هو خير من ذلك؟)
فقالت: (ولكن ألا تستطيع شيئا؟)
وتلفتت وقلت، أستطيع أن أضع النعل على وجهي، وأقبض على رأس المسمار بأسناني، وأشد. . . هكذا)
فصاحت بي وهي تتلوى من الضحك (أرجو. . أرجو. .)
فقلت: (أعرف ما تريدين بغير حاجة إلى رجاء. . . أن أحملك إلى حيث تقصدين)
فغاض الابتسام، واعتدلت في جلستها وقالت: (أتظن أني أسمح لك بذلك؟ مستحيل!)
قلت: (ولما لا؟ إنك أخف من الريشة، وفي وسعي - بعد قليل من التدريب - أن أظهر بك