يطغي بها الحنق والسخط، فقد تلقي بحذائك في البركة. . . إن النساء هكذا. . . حذاؤك جميل، ولكن كل امرأة تعتقد أن حذاءها هي أجمل وأنفس. . . هيا بنا!)
فوقفت وهي تقول: (ولكني لا أستطيع أن أمشي به. . . واسع. . .)
قلت: (لا تذمي زوجتي - أعني قدمها، فأنها جميلة. . . ثم إن المشي في الحذاء واسع خير من المشي في حذاء في جوفه مسمار. . . تعالي بالله قبل أن يغرق في البركة)
فتوقفت وصوبت عينها إلى قدميها وقالت: (ولكنه فضي وحذائي ذهبي؟)
قلت: (قوس قزح. . . تعالي. . . أترانا في معرض أزياء هنا؟ نحن في الجنة المغروسة على جبال (الشوير) ولا أحد معنا ولا ثالث لنا إلا. . . . إلا الهوى. . . كآدم وحواء. . . وعلى ذكر ذلك أظن أن حواء كانت تلف ذراعها بذراع آدم إذ يسيران في الجنة)
وقالت زوجتي ونحن مقبلان عليها:
(لم أر مثلك أبدا في الدنيا!)
قلت: (صدقت يا امرأة! وأين تجدين في هذه الدنيا نظيري)
قالت محتجة: (تخطف حذائي وترمي إلي هذا الـ. . .)
وأشارت بازدراء إلى حذاء الفتاة، وكان ملقى على الأرض
فقلت: (هس! إن اللص معي، أعني المسئولة عن الجريمة والمحرضة على ارتكابها)
فصاحت الفتاة وضربت بكفها على صدرها: (أنا؟)
ونظرت زوجتي إلى قدمي الفتاة ثم نهضت وأقبلت عليها وقالت، وهي تمد إليها يديها:
(أوه! لم أكن أعرف؟ ولكن كيف استطعت أن تمشي فيه؟ أنه واسع. . . ورجلك أصغر. . . وأجمل أيضا؟)
فالتفت إلى الفتاة وقلت: (أتسمعين يا هذه؟ إنها تقر لرجلك بالمزية! وجيدها؟ أليس ساحرا يا امرأة؟ ألست معذورا إذا اشتهيت أن آكله؟ وعيناها؟ وهذا الفم العجيب الذي لا أدري كيف يتسع للكلام، وأن كان يتسع جدا الذم حذائك يا امرأة!)
فريعت الفتاة وصاحت: (أنا ذممته؟ حرام عليك!)
فقلت: نعم. . . جدا. . . قلت أنه واسع عظيم، وأنه يذكرك بالباخرة تايتانك، وأنه يسع جيشا عرمرما من الأقدام الكبيرة الغليظة، وأنه. . .