أضف إلى ذلك مقاطعة الغالا وعاصمتها هرر التي تبلغ نفوسها زهاء ٣ , ٠٠٠ , ٠٠٠ نسمة ومع أنها بعيدة عن ساحة الحركات إلا أنها تستطيع أن تجهز جيش النجاشي بالخيالة.
ولدى الجيش الحبشي أربعون مدفعا على أنواع مختلفة. والأحباش جنود بالطبع فيتحملون السير الطويل دون تعب، ويعسكرون ويسيرون بلا جلبة ولا ضوضاء، ويحصلون على معيشتهم بالتكاليف الحربية ولا يستخدمون وسائل لذلك. فالجندي يحمل أرزاقه معه وهي مقدار قليل من الذرة. والأرزاق التي تكفي الجندي الأوربي ثلاثة أشهر يعيش بها الحبشي سنة كاملة. فالحبشي من هذه الجهة قانع بما يتيسر له.
والوحدة السوقية في الجيش الحبشي هي الفرقة أو القوة التي يخرجها الرأس أو الملك. وهذه القوة تختلف باختلاف مساحة مقاطعة الرأس أو الملك فيتفاوت مقدارها بين ٥٠٠٠ و١٠ , ٠٠٠ رجل أو أكثر
واملك أو الرأس يجهز جنوده بالسلاح والحكومة تمده بالسلاح والعتاد عند الاقتضاء. ومع ذلك نرى بعض جنود الأحباش يدبر بنفسه أمر سلاحه وعتاده.
وقد علمنا أن الطليان دون أن يحسبوا حساب المستقبل جهزوا النجاشي بأسلحة حديثة فمنحوه ٥٠٠٠ بندقية و٢٠٠ , ٠٠٠ طلقة في المرة الأولى و٣٨٠٠٠ بندقية و٨ مدفعا في المرة الثانية. أما البريطانيون فكانوا قد أهدوا إلى رأس تيجري ٩٠٠ بندقية. وإذا أضفنا إلى ذلك السلاح الذي استطاع أن يشتريه منليك في المدة الأخيرة علمنا أن لدى الأحباش عدد كبير من البنادق الصالحة للاستعمال
ومن عادة النساء الحبشيات أن يرافقن الجيش فيحملن مواد الإعاشة والماء لرجالهن ويهيئن الطعام في المعسكر ويداوين الجرحى ويشجعن الجنود على القتال
أسلوب التعبئة عند الأحباش
يمتاز الأحباش بالهجوم السريع وبالشدة. ويحسن المشاة الرمي فلا يطلقون النار إلا من مسافات قريبة حرصا على ذخيرتهم وعندما يقتربون من أعدائهم يحملون عليهم صارخين فيستعملوا سيوفهم العريضة في الحملة وجها لوجه، وبرغم وعورة الأرض يحسن الأحباش الركوب. وإذا ما وقع في أيديهم بغل أو جواد ينقلب المشاة حالا إلى خيالة، ويسير المشاة بسرعة ويستخدم الأحباش في الأغلب الخيالة في المجنبة، وذلك للالتفاف حول العدو وقطع