ذاته. ففيه تلتقي الطرق الممتدة إلى مقاطعة شوعا ومقاطعة أمحرة، فضلاً عن كونه واقعاً في نقطة ملتقى الجبال، ومنه تتشعب سلسلة عدوى التي تفصل حوض (تكاه) وتوابعه عن حوض (مارب) وتوابعه.
وقرية عدوى عاصمة المقاطعة، وعلى مسافة خمسة وعشرين كيلومتراً منها تقع أكسوم العاصمة الدينية، حيث يتوج عواهل الحبشة. واحتل الطليان عدوى أيضاً في شهر أبريل، وبذلك استولوا على خط (ادجرات - عدوى) فسيطروا على المسالك المؤدية إليه، وجعلوا حوضي النهرين تحت نفوذهم.
واستمروا على التقدم من ادجرات سالكين المرتفعات التي تفصل بين أحواض الماء، ودخلوا قصبة (مكلة) أيضاً وحكموها.
وعلى هذا الأسلوب تحركوا بحذر وشيدوا القلاع على طول الخط بمراحل ٣ إلى ٥ أيام. وكان من الضروري الاهتمام بالمواصلات التي تربط هذه القلاع بالساحل. ولا شك في أن توسيع دائرة احتلالهم على هذه الصورة جعلهم ضعفاء في كل محل، لأن القوة لم تكن تكفي لحراسة خطوط المواصلات، والدفاع عن هذه القلاع وتهيئة قوة سيارة تتحرك عند الحاجة لضرب الأحباش، لأن القوة لم تزد حينئذ على ١٨ , ٠٠٠ رجل. أما الخط الذي انتشرت عليه القوة فيبدأ من (كسلا) ويمر بخط (كون - اسمرة - ادجرات) وينتهي في (مكلة). وكانت الأخبار تؤيد تأهب الأحباش للمعركة الفاصلة. ولم يكتف الطليان بنشر قواتهم على ذلك الخط الطويل بل أوفدوا قوة ستر مؤلفة من فوج أهلي وفصيلة مدفعية إلى جنوبي (مكلة) في مرحلتين إلى (امبا - الاغى).
وفي نهاية السنة هاجم الأحباش هذا الموقع فدافعت القوة دفاعاً مستميتاً، ولم يتلق آمرها أمر الانسحاب إلا متأخراً بعد أن قضى الأحباش على قوته وغنموا مدفعيته، بينما كان الموقف يتطلب أن يبلغ هذا الآمر واجبه الأصلي وهو الدفاع الرجعي دون دخول قتال فاصل.
وكانت القوة الحبشية مؤلفة من ٣٠ , ٠٠٠ رجل يقودها الرأس (ماكونين) والد الرأس (تفري).
وكان الجنرال (اريموندي) بكوكبه (بقسمه الأكبر) في مكلة، ولما تيقن أن الأحباش سوف