يهاجمونه وأنه لا يستطيع الدفاع أمامهم قرر الانسحاب، فانسحب بسرعة إلى (اداجاموس) ثم إلى (ادجرات) وترك في مكلة فوجاً أهلياً مع مدفع جبلي فقط.
أما النجاشي منليك فكان مهتماً بجمع الجيش ليملي إرادته على الطليان ويهيئ سبيل الخلاص لبلاده. وبعد أن جمع المال المطلوب من مقاطعة الغالا، وأنجد جيشه بخياله الغالا، وصل إلى أديس أبابا وأعلن إلى الجميع أن الحبشة لا تحتاج إلى أحد بل تمد يدها إلى الله، فتولى قيادة جبشه بنفسه وجمع جميع الرؤوس في (بروميدا) وصرح لهم ولجميع المشايخ والأشراف برغبته في طرد الطليان من البلاد وإنقاذها من مخالب الاستعمار. فوافقه الرؤوس على ذلك بالإجماع، وكان المشهد مما يثير الحماسة في الصدور، وكانت قوة الجيش الحبشي مع قوة جيش (ماكونين) تبلغ ١٦٠ , ٠٠٠ رجل. فحاصر ماكونين قلعة مكلة وأخذ يدكها بنار مدافعه، وقطع عليها طرق الماء. فاضطرها إلى التسليم في ٢٥ ديسمبر ١٨٩٦ ووافق النجاشي على عودة الأسرى الطليان إلى بلادهم لينشروا الرعب في قلوب الطليان الآخرين.
ولما انتشرت أخبار انتصار الأحباش في المستعمرة ساد القلق والرعب في قلوب الناس، وفكر الطليان في الدفاع عن ميناء مصوع أيضاً. وقررت القيادة حشد جميع القوات في ادجرات لصد تقدم الأحباش ما عدا الحاميتين اللتين في كرن وكسلا، وكانت قوة الحامية منها مؤلفة من فوج وسرية خيالة وفصيل مدفعية.