للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

على طلب المجني عليه؛ وكان المجني عليه أو القتيل في معظم الأحوال يشكو مرضاً لا يرجى برؤه ويعاني آلاماً مروعة يريد أن يتخلص منها بالخلاص من حياته، فيطلب إلى أحب الناس إليه أن يقوم بهذه المهمة الأليمة. وقد وقعت عدة حوادث من هذا النوع، وقدم (الجناة) أو الذين ارتكبوا القتل بهذه الطريقة إلى القضاء فحكم القضاء في الغالب بالبراءة إزاء الظروف المؤثرة التي وقع فيها القتل، وإزاء انعدام نية الجريمة من جانب المتهم ولكن بعض (الإنسانيين) وأنصار هذا النوع من الإعدام يخشون أن يقسو القضاء فيعامل المتهمين في هذه الحوادث بالشدة وينال قصاصه المؤلم، لأن الانتحار يعتبر في القانون الإنكليزي جريمة ويعاقب كل من اشترك فيه أو ساعد عليه؛ ولذلك رأى بعض اللوردات أن يقدم إلى المجلس مشروع قانون يبيح القتل في مثل هذه الأحوال، وقد روعي في هذا المشروع أنه توجد حالات أليمة يشتد فيها المرض والألم على الفريسة فيتمنى كل من حولها لها الخلاص من هذا العذاب ويعتبرون من واجبهم المقدس أن يلبوا طلبها في الإجهاز عليها وإنقاذها من ذلك الجحيم؛ ولكن روعي من جهة أخرى أنه قد توجد حالات يتمنى فيها أهل المريض المعذب وفاته بسرعة ليحظوا بالإرث والثراء؛ وقد ينتهزون فرصة آلامه، وهذيانه فينتزعون منه إقراراً كتابياً بطلب الموت، ثم يجهزون عليه؛ ويتذرعون بهذا الإقرار للإفلات من العدالة؛ ففي هذه الحالة يتطلب القانون الجديد أن يقع مثل هذا الإقرار على يد موظف عمومي، وذلك بعد أن يصدر الطبيب المختص قراره بأن المريض لا يرجى برؤه وأنه يعاني آلاماً لا يمكن احتمالها مع الحياة؛ ويشترط مشروع القانون أيضاً أن الذي يقوم بعملية الإعدام أو الإجهاز على الفريسة طبيب مرخص له بذلك.

وهكذا يراد أن يشرع حق الانتحار، وأن يمنح حق الإعدام في ظروف معينة؛ وسنرى ما إذا كان مجلس اللوردات يقر هذا القانون المدهش.

معرض الفن الصيني

أفتتح أخيراً في لندن في (برلنجتون هاوس) معرض الفن الصيني الذي كانت تتخذ العدة لافتتاحه منذ أشهر. وقد عرضت في هذا المعرض تحف وآثار صينية نفيسة يرجع الكثير منها إلى نحو ثلاثة آلاف سنة. ومعظم هذه التحف الرائعة ملك للصين ولكن الحكومة

<<  <  ج:
ص:  >  >>