المتزوجات اللواتي قد يدفعهن الفقر والحاجة أما إلى عمل لا يتفق مع طبيعتهن، وإما إلى السقوط في هاوية الفساد، وعندئذ تكون الطامة الكبرى. ويستطرد شوبنهور في استحسان تعدد الزوجات وفي وجوب عدم توريث المرأة مال زوجها لأنها مسرفة بطبعها، وقد نشأ إسرافها من تعلق أطماعها بالأشياء المادية فتراها تبذل بغير حساب في تجملها وزينتها، وهي في ذلك مخالفة للرجل الذي يتوجه بطموحه إلى نواح غير مادية كالعلم والشجاعة وما إليهما، فهو يستنفذ مجهوده فيما لا يحتاج إلى البذل والإسراف
يقول أرسطو في كتاب (السياسة): إنه إذا سمح للمرأة بالزيادة من حقوقها كان ذلك نذيرا بزوال الدولة ودمارها، وهو يستشهد على ذلك بأسبرطة. وقد جاء التاريخ الحديث بأمثلة كثيرة تؤيد ما ذهب إليهالفيلسوف العظيم، فزيادة نفوذ المرأة في فرنسا منذ عهد لويس الثالث عشر أدى إلى تدهور الحكومة والبلاط، وهذا بدوره أنتج الثورة الفرنسية الكبرى وما أعقبها من ثورات
وشهد شاهد من أهلها
لقد عرضت على القراء آراء شوبنهور في المرأة بمناسبة ما قرأته في إحدى الصحف الإنجليزية لسيدة تنكر على المرأة حقها في الحرية، قائلة إن الحرية تستتبع التفكير والمسئولية وهما ضد طبائع المرأة التي خلقت لتستعبد لشخص ما: زوجها أو طفلها. وهي تؤيد قولها بأنصع الأدلة وأقوى الحجج، وتروي لنا أنها كانت تحاضر في ناد نسوي فسألت الحاضرات: لو لم تكوني من بنات هذا القرن فأي زمن تختارين؟ فأجابتها فتاة ذكية: كنت أحب أن أعيش في أي عصر لا يتطلب من المرأة التفكير!!