فيه والسيطرة عليه - ومعنى ذلك بعبارة أخرى - أن المرأة ترى في كل شيء وسيلة فقط لغزو الرجل، فإذا ما تظاهرت بميل إلى الموسيقى أو الشعر مثلاً فليس ذلك ناشئاً عن رغبة طبيعية فيها نحو هذه الفنون، إنما هي تتخذ منها أداة تتجمل بها لتروق في عين الرجل. وما أصدق روسو حين قال:(إن النساء بصفة عامة لا يحببن الفنون ولا يعرفنها، ومحال أن يبلغن فيها حد النبوغ) وهل تريد دليلاً على نفورهن من الفنون الرفيعة أقطع من هذا الذي تراه في دور التمثيل؟ أنظر إليه ن كيف يواصلن الحديث في أتفه الكلام، معرضات عما قد يكون على المسرح من أروع آيات الفن! ولئن صدق ما يقال من أن الإغريق لم يسمحوا لنسائهم بمشاهدة تمثيل المآسي، فو الله لقد أصابوا. . . ثم استعرض التاريخ وحدثني مَنْ من النساء قد أبدع في الفن آية فيها الأصالة والنبوغ؟؟
ولقد شاءت الطبيعة للمرأة أن تثير في الرجل أحط جوانبه، فهي لا تنفذ إلى الرجل من ناحية عقلية وهو مظهر قوته وسيادته ولكنها تأتيه من نواحي ضعفه ومجونه. فيجمل بالرجل أن يتخلص من ضعفها ما استطاع إلى ذلك سبيلا، أما أن يكرمها ويرفع من قدرها فذلك ما أعجب له أشد العجب! إن إكرامك للمرأة واحترامك لها انحطاط لك في عينها، لأنها تدرك بفطرتها أنها أحط من الرجل وأضعف. فلا يضعها في غير موضعها إلا الضعيف العاجز - المرأة يجب أن تكون أماً فيجب ألا نعد بناتنا إلا لهذا مع تدريبهن على طاعة الرجل وقسرهن على الخضوع؛ وفي ذلك يقول بيرون الشاعر الإنجليزي (على النساء أن يعنين بالمنزل، وعلينا أن نحسن لهن في الطعام واللباس، ولكن لا يجوز لهن مخالطة المجتمع، فان تعلمن شيئاً فليكن ذلك هو الدين، على شريطة ألا يطالعن شعراً ولا سياسة، وألا يقرأن إلا كتب العبادة والطبخ)
إن كل قانون للزواج يعامل المرأة على أساس مساواتها بالرجل باطل من أوله، فإذا أراد القانون أن يسويها في الحقوق بالرجل فليعطها أولاً عقلاً كعقول الرجال! ومع ذلك فتأبى سخرية القدر إلا أن تعاني المرأة نفسها ما وراء المساواة من وخيم العواقب، لأنه كلما جارت القوانين على الرجل وأجحفت بسيادته الطبيعية على المرأة وطالبته بأن يقف منها موقف الند للند، أعرض الرجل ونفر، فليس من الهين عليه أن يقوم على مثل هذه التضحية وأن يطوح بما أوتيه من قوة وسيادة، وبذلك الإعراض يزداد عدد النساء غير