(ماكينة الخياطة) بقدرتك، وان كنت أنا أقل من (أنا)، فلست أنت بأكثر من (أنت)
(. . . فان كان قلبك يا سيدتي شيئا غير القلوب فما نحن شيئا غير الناس، وان كنت هندسة وحدها في بناء الحب، فما خلقت أعمارنا في هندستك للقياس، وهبي قلبك خلق (مربعاً) أفلا يسعنا (ضلع) من أضلاعه؟ أو مدوراً أفلا يمسكنا محيطه في نقطة من انخفاضه أو ارتفاعه؟ وهبيه (مثلثاً) فاجعلينا منه بقية في (الزاوية) أو (مستطيلاً) فدعينا نمتد معه ولو إلى ناحية. . . ما بال كتابنا يمضي سؤالاً من القلب فيبقى عندك بلا (جواب) ونبنيه نحن على حركة قلوبنا فتجعلينه أنت مبنياً على (السكون) ثم لا محل له من (الإعراب). . . الخ).
أما الصور والتماثيل التي تفوز منا بإعجاب الجمال، فيكاد أن يكون لها روح، أو لها روح بالفعل من معانيها التي حدت بعبقرية المثال أو المصور إلى تصوير الأفكار الجيّاشة بمخيلته، فهي معبرة عن الرجاء، أو الحب، أو الحكمة، أو الخوف، أو الوداعة، أو الطهارة.
وسقراط كان يقول عن خبرة انه يجب على المثال أن يصور حالة الذهن في تمثاله، وكانت تماثيل الإغريق لها أثر كبير في تقرير مزاج الأمة. هذا رأيي في (أوراق الورد) وكم أحب أن اقرأ كلمة الأستاذ الفاصلة. . .
والرسالة تترك الكلمة للأستاذ السيد مصطفى صادق الرافعي