للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

للكافة، ولا يلزم بها ذوو الإفهام الرفيعة وقد استمرت هذه الجامعة الغريبة، أعنى دار الحكمة، عصرا ثبت العقائد والمبادئ الفاطمية، الخفية والظاهرة، وكانت جهودها السرية أخطر وأشد أثرا في توجيه الحركة الروحية في مصر؛ بيد أنها لم توفق إلى تحقيق الغاية التي عملت لها، ولم تستطع أن تطبع المجتمع المصري بطابع عميق من الدعوة التي كانت مبعثها ومستقرها، وكانت جهودها بالعكس عاملا في بث أسباب السخط على تلك السياسة التي رسمت للاستئثار بتوجيه العقائد وبث الإنكار والإلحاد؛ واضطرت الخلافة الفاطمية غير بعيد أن تعدل عن هذا الإغراق في بث العقائد المذهبية، فتضاءلت أهمية دار الحكمة، ثم أغلقت بعد ذلك؛ بيد أن هذه الدعوة السرية ذاتها تمخضت كما سترى عن نتائج مدهشة سريعة الأثر.

(للبحث بقية)

محمد عبد الله عنان

<<  <  ج:
ص:  >  >>