للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مكتسب. وقد يكون طبيعياً كما هو عند نابغة القرن العشرين. ومن هو نابغة القرن العشرين؟ وهو شخص مات بلا موت ويحيا بلا حياة.)

أتريد يا أرسطو أن تعرف سر تركيب العالم؟ الأمر يسير غير عسير، فان سر تركيبه كسر تركيب القرش الذي في يدك، فدعني أظهرك على هذه الحقيقة ومد يدك بالقرش لأبين لك سر التركيب فيه. . . .

ولكن المجنون الآخر أسرع فغيب القرش في جيبه. فقال (النابغة) هذا سياسي داهية خبيث. والرواية الآن رواية سياسي القرن العشرين

ليس في حقيقة السياسة إلا الرذل من أفعال السياسيين. والألفاظ السياسية التي تحمل أكثر من معنى هي التي لا تحمل معنى. فليحذر الشرق من كل لفظ سياسي يحتمل معنيين، أو معنى ونصف معنى، أو معنى وشبه معنى. فان قالوا لما (أحمر) قلنا لهم اكتبوه بهذا اللفظ؛ فإذا كتبوه قلنا لهم ارسموا إلى جانبه معناه باللون الأحمر لتشهد الطبيعة نفسها أن على معناه أحمر لا غير. . . . وعلى هذه الطريقة يجب أن تكتب المعاهدات السياسية بين أوربا والشرق

انهم يكتبون لنا جريدة بأسماء الأطعمة ثم يقولن: أكلتم وشبعتم. . . . ولقد رأيت (مظاهرات) كثيرة ولا كالمظاهرة التي أتمناه؛ فما أتمنى إلا أن يخرج كل الجانبين في مظاهرة. . . . . .

وهذا الأبله الذي أمامنا ليس وطنياً ولا فيه ذرة من الوطنية. فان كان وطنياً أو زعم أنه وطني، فليخرج القرش الذي في جيبه. . . . ليكون فألا حسناً لخروج جيش الاحتلال من مصر

ولكن المجنون لم يخرج القرش وترك جيش الاحتلال في مكانه

فقال (النابغة): الرواية الآن رواية الشرطي واللص. وبحقٍ من القانون يكون للشرطي أن يفتش هذا اللص ليخرج القرش من جيبه. . . .

غير أن المجنون أمتنع. فقال (النابغة): كل ذلك لا يجدي مع هذا الخبيث، فالرواية الآن رواية هارون الرشيد مع البرامكة. ويجب أن ينكب الرشيد هؤلاء البرامكة ليستصفي القرش. . .

<<  <  ج:
ص:  >  >>