ثلاثمائة بذرة. وتنتج الشجرة عددا هائلا من هذه المخاريط ولكن ما ينبت من بذورها قليل جداً.
وقبيل الغروب عندما يتأهب الزائر لمغادرة ذلك المكان الساحر يرى ضربا آخر من الجمال إذ تنفذ أشعة الشمس في حزم عريضة تشق ظلام الغاب إلى سوق تلك الأشجار فتضيء جوانبها المغضنة بفيض من النور البديع يشف عن لون محمر يزري بأجمل ألوان رخام إيطاليا المصقول. اما الجوانب المقابلة فتكون معتمة مصبوغة بلون بنفسجي شفاف. . . بعدذلك ترى نفسك مضطراً إلى مغادرة المكان اذ يهجم الظلام سريعا. فإذا ما خرجت من الحرج إلى الطريق استطعت ان ترفع صوتك بالحديث بعد أن كنت تهمس، ثم تؤخذ بجمال الجبال عند الغروب. عجبا!! كيف يمكن ان تصطبغ رؤوس تلك الجبال ومنحدراتها وأشجارها بهذا اللون البنفسجي البديع الذي لم يستطع العلم تقليده إلى الان؟. . . وان استطاع فاي جن يمكنهم ان يصبغوا به مثل تلك السطوح الهائلة في ذلك الوقت القصير؟!! ثم بعد ذلك أيضاً تنطبع صور تلك الأشجار العجيبة في ذاكرتك إلى مدى العمر، وتقف فيها، بارزة قوية بحيث تراها وتحسها وتحن إليها وأنت في أي ركن من اركان العالم.