الطبيعة، أما العمل والزواج والحب والبنون، فأولئك أمامك دائماً. . . أولئك يجب أن يحيوا أو أن تموت. .)
بلى: هذا الجيل الذي أنا منه والذي زخرت نفسه بالآمال الجسام، كم جاهد لمجد فرنسا!. إن نفسي لتذوب حسرات كلما تذكرت أن رجال السلطة قد تخلوا عنا في غضون هذا الجهاد العاصف، وأن الطبقة الوسطى هي التي غذت فرنسا في العشرين عاماً الماضية بالقادة والساسة والفنانين العباقرة حتى ليتساءل المرء:(ما أقدر هذا الفلك الفرنسي السيار! ما أكبر حيوية هذه الأمة الفرنسية! إن خُطاها لاتني حيث كانت تهلك أية أمة أخرى!) هذه الطبقة الوسطى التي شهدت بعض الزعماء يضحون بالعزيز عليها من العقائد بأسم الحرية، ودجاجلة سياسيين يلعبون على الاقتراع العام فيسمو التدجيل بكفاياتهم المتواضعة إلى أسمى الدرجات. . كم تحملت لتبعث فرنسا في العوالم من جديد. .! ولئن خطر الجند الفرنسيون ذهاباً وجيئة، أو أضمرت الحكومات لنا الاحترام، أو تقدم التعليم العالي، أو كانت الآداب الفرنسية ما برحت تحمل لفرنسا لواء العبقرية والمجد، فلهذه الطبقة الوسطى تلكم اليد العليا. .
كيف تحابك فرنسا وتنهض؟ هذه مسألة الساعة.
إنك لا تتذكر صورة أولئك الخيالة البروسيين وهم يتبخترون على أرض فرنسا، يهزون أعطافهم كبرياء، ويصعرون خدودهم صلفاً؛ أما نحن فكم غصصنا بهذه الرؤى. . وما كنا نحسب أن الصلح يمحوها من الأحلام، أو أنه سيسوي أسباب الخصام والسلام إنني أعلم أنك على استعداد لتهب في سبيل الوطن روحك، لكن ليس هذا الفخر، ولا يكفي أن تعلم كيف تموت، بل يجب أن تعلم كيف تحيا. . .
هل لك مثل أعلى من أمثالنا العليا؟ أفيك أيمان أقوى مما تنطوي عليه أضالعنا؟ هل لك آمال دونها آمالنا؟. . .
أن كان الجواب نعم، فشكراً.
وأن كان الجواب لا. . .
إن كان الجواب لا. . .
إن كان الجواب لا: فإن من شباب هذا الجيل طرازين كلاهما ثري وكلاهما مشئوم.