وإذا نشبت بين ل وأي فرع من فروع ن فإن جميع الأجزاء التي تتفرع من جـ، د تشترك مع ل في الحرب.
وإذا كان هناك حرب بين هذه القبيلة وقبيلة أخرى فأن جميع فروع هذه القبيلة المكونة أ، ب تنظم ضد القبيلة الأخرى وعلى العموم فما دامت الحرب بين أجزاء القبيلة فأن القبيلة تتحد ضد أي عدو خارجي.
والنوير عبارة عن عدة قبائل تربطها الحفلات العامة والظروف الحربية والدينية والقصص القديمة، هذا علاوة على الروابط الجنسية كرابطة الدم مثلاً. والعادة المتبعة أن الرجل لا بد أن يتزوج من قبيلة غير قبيلته.
ومن أهم المظاهر الاجتماعية بين النوير مسألة التشليخ (تشريط الجبهة) فكل ولد يبلغ من العمر أربع عشرة سنة لا بد أن تعمل له ستة شروط (أو خطوط) على جبهته من الأذن إلى الأذن الأخرى، وبذلك يعتبر أنه أصبح رجلاً، فتتغير حياته الأجتماعية، ويصبح عليه بعض الواجبات نحو المجتمع الذي يعيش فيه. ومن أمثلة هذا التغير أنه لا يقوم بتربية الماشية، وعليه ألا يحلبها إذ يقال إن البقرة إذا حلبها شخص مشلخ فأنها تموت، وعملية التشليخ هذه أدت إلى ظهور الحلقات الاجتماعية المختلفة، فمثلاً كل الصبية الذين يشلخون في سنة واحدة يكونون حلقة واحدة وعليهم واجبات نحو بعضهم وأخرى نحو الرجال المحترمين في مجتمع النوير. وهذه العملية تعمل كل أربع سنوات؛ فمثلاً إذا أقيمت عملية التشليخ سنة ١٩٣٠ فأن عملية التشليخ الثانية تكون سنة ١٩٣٤، وبذلك يمكن تقسيم النوير من الوجهة الاجتماعية إلى قسمين:(١) الرجال المشلخون (٢) الأولاد غير المشلخين. والنوير ليس عندهم رجال شرطة أم محاكم أو نظم حكومية، وإنما يعتمدون على بعض الرجال الروحانيين أو رجال الدين، وأهم هؤلاء (اللوبارد)، ويقوم بحل الخصومات وإرغام الخصم على قبول التعويضات، ومع ذلك فسلطته غير عملية، فليس لديه من وسائل العقاب إلا أن يلعن الشخص غير المطيع لأوامره. وهذا قلما يحدث لأن النويري يخاف سلطة هذا الرجل. كذلك يوجد عدد كبير من الرؤساء المختلفين مثل رئيس الماشية ورئيس الأسماك وغيرهما.