وهم المجموعة الثانية من الزنوج النيليين ويشبهون النوير في الأحوال الاجتماعية والاقتصادية، ولكنهم يمتازون بنظام حكومتهم، فهم يكونون وحدة متينة برآسة ملك مطلق التصرف من حيث السلطة الروحانية والزمنية.
ولدراسة مركز هذا الملك من الوجهة الروحانية يحسن أن نرجع إلى القصة التي يذكرونها عن منشئهم، فهم يذكرون أن (نيا كنج) أخذ أتباعه وسار من موطنه الأصلي شمالاً إلى منطقة شرق بحر الغزال، وأستمر في الفتح والغزو حتى كون أمة وأسرة مالكة. (ويعتبر هذا الرجل بطل الشلك وربما كان ذلك في أوائل القرن السابع عشر) وإنه لم يمت بل تلاشى في الرياح. وبذلك أصبح موضع احترامهم منذ اختفائه. ويعتقدون أن روحه تنتقل إلى كل ملك يحكمهم، وهذا هو السبب في المركز الروحاني لملك الشلك. ولذلك فهم يعتقدون بأن الملك مسئول عن سعادة شعبه؛ ولا بد لكي يكون ذلك ممكناً أن تنتقل روح نيكا كنج إلى ملك قوي صحيح الجسم؛ ونتج عن ذلك الاعتقاد أن الملك إذا أظهر ضعفاً بأي شكل كان لا بد من أن يذبحوه لأنهم كانوا يظنون أن ضعف الملك الجسماني يضعف روح نيكا كانج وبذلك تمرض الماشية ويقل نتاجها ويموت كثير من المرضى ويضعف نتاج الأرض وربما يخيب المحصول.
وتدخل روح نيا كنج جسم الملك أثناء حفلة التتويج. وحسب تقاليد الشلك القديمة كان أي فرد من العائلة المالكة يتمكن من قتل الملك كان يحل محله ولذلك أصبح من المفروض أن الملك ينام نهاراً ويستيقظ ليلاً كيما ينجو من الفتك به على انفراد. ومن المتبع أن الملك لا يطلب المعونة أثناء الاعتداء عليه كذلك القاتل. فكلا الاثنين يرى أنها مسألة كفاح ومن الشرف أن يفوز أحدهما على الآخر. هذه هي الطريقة القديمة لقتل الملك وتنصيب غيره وحديثاً تغيرت تلك العملية إلى حد ما فيقوم بقتل الملك جماعة يسمون (أورورو) وينتخبون من بعض العائلات التي يقال إنها من سلالة الملك الثالث للشلك. ومنذ قرون كانت تعلق جثة الملك على سور كوخ حتى يفنى.
وتعقب قتل الملك عادة فترة يكون العرش فيها خالياً لمدة أشهر وفي هذه المدة يحضرون تمثالاً للبطل نيا كنج من مكان مقدس بجهة أكروا يحملونه إلى فاشودة حيث مقر الملك. ويحضرون معهم أيضاً مقعداً ذا أربعة أرجل يزعمون أنه من بقايا أمتعة نيا كنج وتجري