رأسه أن يتحطم على الجلاميد المتراكمة على جانبي الطريق. . .
وتعدو الخيل. . .
وتخفق قلوب القوم. . . ثم ينظرون فيرون إلى ديوميد قد أنهى الشوط، ونزل من عربته فصافح فونيكس، وأستحق بذلك الجائزة الأولى.
وتلاه أنتيلوخوس، ثم منالايوس الملك، ثم مريونيس، وكان أبطأهم.
وسكن القوم قليلاً، وإذا هم يبصرون يوميلوس المقدم يسوق جياده، وخلفها عربته التي حطمتها مينرفا، فيثير مرآه قهقهة عالية وصخباً؛ لا يقطعهما إلا أخيل بصيحة داوية تعيد إلى الملأ وقارهم، ويقضي ليوميلوس بالجائزة الرابعة (لأنه لولا الحظ العاثر كان صاحب الجائزة الأولى!!)
واشرأبت الأعناق حين أعلن أخيل عن دورة الملاكمة وشارك فيها من الأبطال إبيوس بن بنوبيوس؛ فتى مفتول السواعد مكتنز العضل، رحب الصدر، له قبضتان كأنهما حراشف جذور بارزة من جذع شجرةٍ، ألقت بها الريح في يوم عاصف، ونهض إلى جانبه شاب قوي بادي البأس، لم يلبث القوم أن عرفوا فيه يوريالوس بن مسيتوس، الذي طالما شارك في أولمبيات الملك أوديبوس وكان أبداً فتاها وفارس حلبتها.
وأعطيت الإشارة فأنقض الأسد على الأسد، وأرتطم الجبل بالجبل، ولبث البطلان يكيل أحدهما للآخر لكمات كانت تقشعر لها أبدان الآلهة، وتنتفض من هولها أفئدة الرجال، ثم لاحت فرصة للبطل إبيوس كال فيها لخصمه لكمة في ذقنه ألقته فوق أديم الأرض بين هتاف الجند وضجيج القادة، وبذا أستحق إبيوس الجائزة الأولى، وهي بغل أشهب مسرج، في شدقيه لجام من الحديد، يتصل به عنان من الفضة. أما يوريالوس فقد أفاق من اللكمة القاسية لينال كأسين جميلتين أُعدتا للفائز الثاني. . .!
وأرهفت الأسماع حين نهض أخيل يعلن دورة المصارعة التي لم يجرأ أحد أن يتقدم أليها حتى أوشك زعيم الميرميدون أن يلغيها لو لم ينهض أوليسيز ويتبعه أجاكس متثاقلين!!
وأهطعت الرقاب ذاهلة نحو الزعيمين الهولتين، وشخصت الأبصار ترى إلى الجبل يأخذ بتلاليب الجبل، والبحر ذي العباب يصاول البحر ذا العباب، والشهاب الراصد يندق على الشهاب الراصد؛ لا هذا ينال فرصة من ذاك، ولا ذاك يرى ثغرة منها إلى هذا، والقلوب