للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يبصر رشده بعد هذا فالدواء الرابع.

الدواء الرابع: أن يخرج في (مظاهرة). . . فإذا فقئت له عين أو كسرت له يد أو رجل ثم لم تحل حبيبته المشكلة بنفسها. . . فالدواء الخامس.

الدواء الخامس: أن يصنع صنيع المبتلى بالحشيش والكوكايين، فيذهب فيسلم نفسه إلى السجن ليأخذوا على يده فينسى هذا الترف العقلي، ثم ليعرف من أعمال السجن جد الحياة وهزلها، فإن لم ينزع عن جهله بعد ذلك فالدواء السادس.

الدواء السادس: أنه كلما تحرك دمه وشاعت فيه حرارة الحب، لا يذهب إلى من يحبها ولا يتوخى ناحيتها، بل يذهب من فوره إلى حجَّام يحجمه. . . ليطفئ عنه الدم بإخراج الدم؛ وهذه هي الطريقة التي يصلح بها مجانين العشاق، ولو تبدلوا بها من الانتحار لعاشوا هم وانتحر الحب.

قال (نابغة القرن العشرين): فان بطلت هذه الأشفية الستة وبقى الرجل جموحاً لا يرد عن هواه فلم يبق إلا الدواء السابع.

الدواء السابع: أن يضرب صاحبه المشكلة خمسين قناة يصك بها واقعة منه حيث تقع من رأسه وصدره وظهره وأطرافه، حتى يتهشم عظمه، وينقصف صلبه، وينشدخ رأسه ويتفرى جلده؛ ثم تطلى جراحه وكسوره بالأطلية والمراهم وتوضع له الأضمدة والعصائب، ويترك حتى يبرأ على ذلك أعرج متخلعاً مبعثر الخلق مكسور الأعلى والأسفل، فان في ذلك شفاءه التام من داء الحب إن شاء الله.

قلنا: فان لم يشفه ذلك ولم يصرف عنه غائلة الحب؟

قال: إن لم يشفه ذلك فالدواء الثامن.

الدواء الثامن: أن يعاد علاجه بالدواء السابع. . . . . .

(لها بقية)

مصطفى صادق الرافعي

<<  <  ج:
ص:  >  >>