أما مستر أتلي رئيس حزب العمال فقد طلب رفض (اتفاق باريس)، وأثبت أن مسؤولية الحكومة لا تزول باستقالة السير هور. ثم أخذ يسائل الحكومة:
ما فائدة الابتداء في العقوبات إذا كان أمرها سيهمل عند مجابهة أي خطر؟!. لماذا صرح في شهر أكتوبر بأن العمل المشترك مفيد وفي شهر ديسمبر أنه غير مفيد؟! إذا كان يوجد الآن خطر عظيم فخير من الوقوف بجانب المتعدي أن يقال بأن العصبة قد فشلت. . .
ثم ألقى مستر بلدوين كلمة طويلة شديدة، صرح فيها بأن اتفاق باريس قد قضى عليه تماماً، وطلب من حزب الحكومة معاضدته، وأعلن بأن الحكومة عائدة إلى العمل المشترك ضمن مبادئ جنيف. . .
وقال اللورد هارتنكتن إن (عشرة الأيام البئيسة) قد انتهت.
وقد ختم النقاش في كلا المجلسين بقبول وجهة النظر القائلة بأن الحكومة قد ارتكبت غلطة فادحة في توقيعها (مشروع الصلح). وأنها بعملها هذا تقضي على النية الخالصة والأمل القوي في نظام السلام المشترك.
وقد جاء خطاب السير نفيل شمبرلين الذي ألقاه في برمنجهام مساء ٢٠ ديسمبر مؤيداً لتصريح الحكومة، ومما قاله:
(. . . هذه الاقتراحات قد ماتت إلى غير بعث؛ وإنني أعتقد الآن بأن كل سعي للوصل إلى حل سلمي فاشل).
(فيجب أن نعود إلى سياسة العقوبات. . .)
وإن تعيين مستر إيدن وزيراً للخارجية لدليل ساطع على أن الحكومة عائدة إلى السياسة التي تحدث عنها السير شمبرلين على أن الحكومة البريطانية لا تود العمل منفردة، ولذلك أخذت تفاوض أعضاء عصبة الأمم الذين على البحر الأبيض المتوسط، ولقد أجاب حتى الآن كل من تركيا واليونان ويوجوسلافيا بأنهم على استعداد لمساعدة بريطانيا وللعمل على مبدأ عصبة الأمم. . .