للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

حياة والده، ثم أقبل على الاشتغال فقرأ على والده العلوم العربية، وتفقه بالشمس الرملي، وأخذ التفسير والحديث والأدب على النور علي بن غانم المقدسي، وحضر دروس الأستاذ محمد البكري، والتفسير والتصوف، وأخذ الحديث عن النجم الغيطي والشيخ قاسم والشيخ حمدان الفقيه والشيخ الطبلاوي؛ لكن كان أكثر اختصاصه بالشمس الرملي وبه برع، وأخذ التصوف عن جمع، وتلقن الذكر من قطب زمانه الشيخ عبد الوهاب الشعراوي، ثم أخذ طريق الخلوتية عن الشيخ المناخلي أخي عبد الله، وأخلاه مرارا، ثم عن الشيخ محرم الرومي حين قدم مصر بقصد الحج، وطريق البيرامية عن الشيخ حسين الرومي المنتشوي، وطريق الشاذلية عن الشيخ منصور الغيطي، وطريق النقشبندية عن السيد الحسيب النسيب مسعود الطاشكندي، وغيرهم من مشايخ عصره، وتقلد النيابة الشافعية ببعض المجالس، فسلك فيها الطريقة الحميدة، وكان لا يتناول منها شيئاً).

أكب على الدرس منذ حداثته؛ وكان يقتصر يومه وليلته على أكلة واحدة من الطعام زهداً في الدنيا واستجماماً للدرس والتحصيل، يميل إلى العزلة.

ثم علق المنقول والمعقول، واستهوته العلوم العويصة كالفلسفة والتصوف حتى أصاب منها بغيته، ثم التفت إلى التاريخ فألف فيه المطولات لمن يريد الاستيعاب، ثم المختصرات لمنم يبغي الاطلاع، كما ضرب بسهم في السياسة والاجتماع. ثم واصل الدرس فتعمق في فقه اللغة وعالج الكتابة غير أنه كان يميل إلى السجع والمحسنات اللفظية مما كن يعجب به أهل زمانه؛ وتعرض للتاريخ الطبيعي حسبما مكنه الأوان، ثم كان محدث عصره فجلس إلى الناس يحدثهم ثم ولى التدريس بالمدرسة الصالحية فحسده أهل عصره؛ وكانوا لا يعرفون مزية علمه لانزوائه عنهم.

ولما حضر الدرس فيها ورد عليه من كل مذهب فضلاؤه منتقدين عليه، وشرع في إقراء مختصر المزني، ونصب الجدل في المذاهب، وأتى في تقريره بما لم يسمع من غيره فأذعنوا لفضله، وصار أجلاء العلماء يبادرون لحضور مجلسه، وأخذ عنه منهم خلق كثير منهم الشيخ سليمان البابلي، والسيد إبراهيم الطاشكندي، والشيخ علي الأجهوري، والولي المعتقد الشيخ أحمد الكلبي، وولده الشيخ محمد؛ وغيرهم.

تصدره للإفتاء

<<  <  ج:
ص:  >  >>