أما ما قيل من انه تصدر الإفتاء فذلك يرجع إلى أنه ذكر في مقدمة زائفة لسيرة نسبت إليه:(قال شيخ الإسلام ومفتي الأنام الشيخ عبد الرءوف المناوي) ونحن نشك في ذلك، وربما كان ذلك يرجع إلى أن جده الشيخ شرف الدين يحيى تولى مشيخة الأزهر وأن له مجموعة فتاوى.
وفاته
ومع ذلك لم يخل من طاعن وحاسد حتى دس عليه السم فتوالى عليه بسبب ذلك نقص في أطرافه وبدنه من كثرة التداوي، ولما عجز صار ولده تاج الدين محمد يستملي منه التآليف ويسطرها. ولا ننسى أنه كثيراً ما اعتزل الناس وامتنع من مخالطتهم، وأنه كان إلى أواخر حياته بحراً فياضاً ومعيناً لا ينضب. وافاه قدره في صبيحة الخميس في الثالث والعشرين من شهر صفر سنة ١٠٣١هـ ودفن بجانب زاويته التي أنشأها بين زاويتي الشيخين احمد الزاهد ومدين الأشموني بعد أن ترك للأجيال ما يفخر به عصره.
تآليفه
١ - كنوز الحقائق في حديث خير الخلائق: يشمل على ١٠٠٠٠٠ حديث استخرجها من ٤٤ كتابا ما بين مغاز ومسانيد وسير بينها الكتب الستة رامزاً للأسانيد. فرغ من تأليفه سنة ١٠٢٦هـ وطبع بمصر سنة ١٢٨٦هـ، سنة ١٣٠٥هـ.
٢ - الكواكب الدرية في تراجم السادة الصوفية: يبدأ بمقدمة في التصوف رداً على آراء المعتزلة، ثم يتبعها بثمانية أبواب في سيرة الرسول ثم بالخلفاء الراشدين، وبلى ذلك تراجم الصوفية مفرداً طبقات كل قرن على حدة حسب سني وفياتهم، مرتبا إياهم أبجدياً؛ فكانت إحدى عشرة طبقة ينتهي الجزء الأول بانتهاء الطبقة السادسة والباقي في الجزء الثاني، فرغ من تأليفه سنة ١٠١١هـ في ٨٨٠ صفحة ولم يطبع.
٣ - الطبقات الصغرى أو إرغام أولياء الشيطان: جمع فيه تراجم صوفية العجم والروم والحجاز واليمن والشام ومصر، وصدره بمقدمة مرتبة على خمسة أبواب: في التنبيه على جلال كرم الأولياء، والرد على منكري كراماتهم بالأدلة النقلية والعقلية، وبيان منازلهم ومقاماتهم والحكمة في ظهور الكرامات على أيديهم، والترغيب في مجالستهم، والأخذ عنهم،