للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ثم جاء أخوهما في العام الثالث؛ وعرفت بركة الإحسان من اللطف الرباني في حوادث كثيرة وتنفست على أنفاس الجنة وفسرت الآية الكريمة نفسها بهؤلاء الأولاد، فكان تفسيرها الأفراح، والأفراح، والأفراح.

ويرى صديقنا الأستاذ محمد حسين جيره، أن صاحب المشكلة في مشكلة من رجولته لا من حبه؛ فلو أن له ألف روح لما استطاع أن يعاشر زوجته بواحدة منها إذ هي كلها أرواح صبيانية تبكي على قطعة من الحلوى ممثلة في الحبيبة. . . . ولو عرف هذا الرجل فلسفة الحب والكره لعرف أنه يصنع دموعه بإحساسه الطِّفلي في هذه المشكلة؛ ولو أدرك شيئاً لأدرك أن الفاصل بين الحب والكره منزوع من نفسه، إذ الفاصل في الرجل هو الحزم الذي يوضع بين ما يجب وما لا يجب.

إنه مادام بهذه النفس الصغيرة فكل حل لمشكلته هو مشكلة جديدة، ومثله بلاء على الزوجة والحبيبة معاً، وكلتاهما بلاء عليه، وهو بهذه وهذه كمحكوم عليه أن يشنق بامرأة لا بمشنقة. . . هذا عندي ليس بالرجل ولا بالطفل إلى أن يثبت أنه أحدهما فان كان طفلاً فمن السخرية به أن يكون متزوجاً، وإن كان رجلا فليحل هو المشكلة بنفسه؛ وحلها أيسر شيء: حلها تغيير حالته العقلية.

ونحن نعتذر للباقين من الأدباء والفضلاء الذين لم نذكر آراءهم، إذ كان الغرض من الاستفتاء أن نظفر بالأحوال التي تشبه هذه الحادثة لا بالآراء والمواعظ والنصائح. أما رأينا ففي البقية الآتية.

(طنطا)

مصطفى صادق الرافعي

(حاشية): تمثل في نفسي وأنا أُبيض هذه المقالة أنها ستشير في نفس إحدى قارئاتها موضعا ذا شأن وخطر، وان هذه القارئة ستتردد في الكتابة إلي وألا فضاء بمعناها. وقوى ذلك في الخاطر حتى كأنه واقع فما هو ذلك الشأن يا ترى؟ إن سطراً صغيراً فيه شئ من حكمة الدنيا قد تكون فيه مقالات فلا يبخلن أحد على أحد.

الرافعي

<<  <  ج:
ص:  >  >>