للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ندنو فنقتل بالأنياب عن كثب ... وتقتلون برغم البعد بالنار

كانت لنا الأرض ملكا قبل خلقكم ... من صلب قرد طريد آكل الفار

سل إن شككتَ رجال العلم يعترفوا ... بما أقول وما ذو الجهل كالداري

بلى أضرُّ إذا ما وجعت مفترسا ... لكني لست في شبعي بضرار

\ لا أوثر القتل حُباً في محاسنه ... بل ان في حاجتي بعثاً لإيثاري

خلقت ليثا هصوراً وسط غابته ... ولم أكن أنا في خلقي بمختار

إني بكوني رِئْبالاً لمفتخرٌ ... فلا تعيبنَّ أخلاقي وأطواري

وجدت في الغاب نفسي ضاريا أسداً ... فهل يعير مني الهازئ الزاري؟

ولست تعلم ما نفسي ترى حسناً ... فان رأسك يحوي غير أفكاري

أما الحياة فليست مثل ما زعموا ... مقسومة بين أشرار وأبرار

أدير عيني في الأحياء أرقبها ... فلا ألاقي أمامي غير أشرار

ان القوي ليبقى والحياة وغى ... في البرِّ في البحر، في الأجواءِ في الغار

ولا يعيش عزيزا غير مجترئ ... ولا يموت ذليلا غير خوار

تود سجني لو تستطيع في قفص ... ويمقت السجن حر شبل أحرار

الخريف والزهرة

همس الخريف لغرسة فواحة ... ضحك الربيع لها وبرعم عودها

اليوم يرقصك النسيم وتلتوي ... بيد النسيم من الزهور قدودها

اليوم تفرح بالربيع خمائل ... جليت مطارف زهوها وبرودها

اليوم تسكركِ الطير وتسمعي ... ن على الغصون مرنما غريدها

لكن غدا! وغدا إذا خف الهوى ... وذوت أزاهير المنى وورودها

يمشي الشحوب على محاسنك التي ... سطعت يزيل خطوطها ويبيدها

وأمد كفي للزهور تهزها ... تيهاً، فيفرط شذرها وفريدها

فذري حياة للعذاب تألفت ... ويل الشقاء يشوبها ويعودها

قالت حياتي يا خريف عزيزة ... وأنا على رغم الشقاء أريدها

أنا كالغواني تستلذ العيش ما ... فتئت تشع ميولها وخدودها

<<  <  ج:
ص:  >  >>