قال الخريف: أميتها وتميتني ... قال الربيع: تعيدني وأعيدها
خليل هنداوي
عبقر
لأسرة المعلوف قدم سابقة في الأدب، وعبقرية خالقة في الشعر، ورحم الله فوزي المعلوف فقد ابتدأ الشعر من حيث انتهى غيره ولو لم يحتضر وهو في ريق العمر لأرى الناس كيف يتحضر الشعر ويتجدد الأدب. وقد نبغ اليوم من هذه الأسرة الكريمة الشاعر الشاب شفيق المعلوف: فقد نظم ملحمة عنوانها (عبقر) ثم نشرها في البرازيل. وسنكتفي اليوم باختيار شيء منها على ان نعود إلى الكلام عنها في عدد قادم.
قال من الفاتحة:
يا يقضة تنفض عن مقلتي ... إغفاءة طارت وحلماً نأى
ان الضحى صعد أنفاسه ... على سراجي فغدا مطفأ
ومن تكن حالته حالتي ... لم يستعض بالسيئ الأسوأ
ما الفرق في نومي وفي يقظتي ... وكل في يقظاتي رؤى؟
شيطان الشاعر:
على الربى استلقى شعاع الضحى ... يعبث فيه الأرج العاطر
فعانق الزهر وضمتهما ... غمامة علقها الناظر
غمامة بينا أراها إذا ... شيطان شعري تحتها سائر
كأنه لما بدا خفية ... أظهره فوق الثرى ساحر
في فمه من سقر قطعة ... منها يطير الشرر الثائر
ووجهه جمجمة راعني ... أنيابها والمحجر الغائر
كأنما محجرها كوة ... يطل منها الزمن الغابر
أقبل نحوي قائلا إنني ... طوع لما يقضي به الآمر
أتيت والليل طوى ذيله ... فعم صباحاً أيها الشاعر
قلت لشيطاني: أمن حالق ... أتيتني ام من شقوق الثرى؟