القطر ومنها مجموعات ثمينة من أوراق البردي التي ترجع إلى العصر الروماني؛ وقد ظهرت فداحة الخسارة الأثرية والعلمية التي أصيبت بها مصر من جراء تسرب آثارها على هذا النحو في حادثين: الأول ظهور مجموعة ثمينة من أوراق البردي المصرية في برلين، وهي بإقرار الخبراء أثمن مجموعة من نوعها لأنها تحتوي على نصوص عدة كتب كاملة من كتب ماني الفيلسوف الفارسي وصاحب المذهب المشهور؛ والثاني ظهور بعض قطع وشذور من أقدم إنجيل معروف، وقد كتب باليونانية على ورق البردي الذي تسرب من مصر أيضاً.
وقد اقتنت مكتبات رايلاندس الإنكليزية الشهيرة بمنشستر طائفة من هذه الأوراق الثمينة منذ أعوام، وبدأت بنشرها، فأصدرت مجلداً يحتوي على نصوص طائفة من أوراق البردي المصرية منذ العصر اليوناني؛ وأصدرت أخيراً مجلداً جديداً يحتوي على نصوص طائفة من أوراق البردي المصرية منذ العصر الروماني؛ وأهمية هذا الجزء الأخير هي أنه يحتوي على مقتطفات من الإنجيل الرابع (إنجيل يوحنا) هي أقدم نصوص من نوعها؛ وهي باللغة اليونانية، ولكنها كتبت بمصر في عصر يقدره العلماء والخبراء بالنصف الأول من القرن الثاني للميلاد؛ وقد كان المظنون حتى اليوم أن إنجيل يوحنا يرجع إلى عصر متأخر نوعاً، يقدر بأواخر القرن الثاني؛ ولكن ظهور هذه القطع من إنجيله، وما اقترنت به من شواهد في الكتابة والحبر والهجاء تدل على أنها كتبت بمصر في عصر الإمبراطور هادريان، مما يحمل العلماء على تغير نظريتهم، والرجوع بإنجيل يوحنا إلى أوائل قرن الثاني أعنى إلى نحو سنة ١٢٠ م أما مجموعة برلين من أوراق البردي المصرية التي تحتوي على كتب ماني الفيلسوف فيجري بحثها اليوم بمعرفة العلماء الأخصائيين تمهيداً لنشرها والتعريف عنها وهكذا يتسرب تراثنا الأثري والعلمي على هذا النحو، ونحن شهود نرمق هذه الاختلاسات المتوالية باسم العلم والبحث.
مذكرات صحافي شهير
هنري نفنتون من أشهر الصحافيين الإنكليز الذين جابوا أنحاء العالم وشهدوا عظائم الحوادث في مختلف الأقطار والمناسبات، وقد عرف خلال حياته الطويلة الحافلة مختلف الشخصيات في ميادين الحرب والسياسة والأعمال؛ واتصل بالعظماء والأقوياء وزعماء