من أنباء بودابست أن كيميائياً مجرياً فتي يدعى ستيفان بربيل أذاع أنه قد اكتشف نوعاً جديداً من الأشعة يخفي الأشياء إذا سلطها عليها، وأنه اخترع في نفس الوقت مادة تحول دون اختفاء الأشياء إذا سلطت عليها هذه الأشعة؛ وإنها إذا سلطت أخيراً على باب أو جدار أمكن رؤية ما وراءه. وقد أثارت هذه الدعوى في المجر دهشة واهتماماً عظيمين، ولكن المخترع الشاب لم يجد كالعادة ما يطمح إليه من التشجيع الجدي؛ ولذلك يمم شطر لندن ليقوم هنالك بعرض اختراعه، وقد صرح إلى الصحف الإنكليزية بأن الأشعة التي اخترعها إذا سلطت على سيارة اختفت في الحال عن الأنظار؛ وأنها إذا سلطت على غرفة تضم عدة أشخاص، فأن أولئك الأشخاص يتوارون عن العيان ولا يبدو منهم سوى أشباح كالظل؛ وهنالك أشياء عجيبة أخرى يحققها هذا الاختراع المدهش، فمثلا يمكن استعمال هذه الأشعة في المسرح وفي السينما، فتأتي بنتائج عجيبة في تسهيل المناظر وتغييرها
ومع أن ماهية هذا الاختراع لم تثبت بصفة قاطعة، فإنه يذكرنا بأي حال بما نقرأه في كتب القصص القديمة من طلاسم كانت تستعمل للاختفاء عن الأنظار، وليس بعيداً بعد الذي نشاهده اليوم من أعاجيب العلم أن يتحقق اختراع الفتى المجري وغيره من الأمور التي كانت تبدو فيما مضى مستحيلة، فإذا هي اليوم موضع المحاولة والبحث الجدي.
زينة المرأة الحديثة
هل يسير الجمال النسوي بما تختاره المرأة اليوم لنفسها من صنوف الزينة والتجميل إلى الكمال؟ أم أن المرأة أسرفت في الالتجاء إلى الصناعة حتى أصابت من جمالها الطبيعي؟ يقول الأستاذ أولان دي لو رئيس قسم الفنون الجميلة بأكاديمية بروكسل في محاضرة له عن (أحوال الجمال في عصرنا) إن المرأة الحديثة تؤذي نفسها وجمالها ومن حيث لا تريد، وإنها تبدو اليوم شاحبة سقيمة، وأن الأصباغ والمساحيق المختلفة تجعل من وجهها (قناعاً من الورق المقوى). أما تجميل الأظافر واحمرارها فمما يجعل المرأة الأنيقة تبدو كأنها وصيفة أو طاهية عاطلة.
بيد أنه يلاحظ من جهة أخرى أن الحكم المطلق على وسائل التجميل والزينة فيه تحامل