للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

في الأدبين، نشرهما المحاضر من محفوظاته، ثم ربط بينهما بهذا العنوان. . .!

قد يكون اختياره حسناً، ولكن لغة الكتابة غير لغة الإذاعة، وهذا مشروع جديد في وسائل التربية، فما كان أحوجه إلى الجديد من أقلام أهل التربية. . .!

ثم جاء دور المدارس الابتدائية، فأرهفنا السمع على شوق وأمل. . . وكانت تلاوة شعرية في (عمرية حافظ)، وعمرية حافظ لون من الشعر التاريخي، حبيبة إلى نفوسنا، يسرنا ويرضينا كل الرضى أن يفهمها ويعيها أولادنا؛ ولكن هل كانت الإذاعة المدرسية من أجل ذاك؟ فماذا يعمل مدرس المحفوظات. . .! وهنا أيضاً كما هناك، كان أدب ولغة، وخطابة وشعر؛ ولكن للكتاب لا للمذياع. . .!

واسألوا التلاميذ بعد ذلك ماذا سمعوا مما كانوا يترقبون أن يسمعوا؟

إن مئات من المدرسين في الوزارة يحسنون التحدث إلى التلاميذ بأحسن مما سمعوا يوم الاثنين؛ لا لأنهم خير من الذين أذاعوا، أو أفهم لروح الطفل؛ ولكن لأنهم قد يكونون أقدر على خلع شخصياتهم حين يتحدثون إلى الطفل.

ما نريد من هذه الإذاعة أن نجتلي علم فلان وفلان فما نشك في ذاك، وإنما نريد أن نعرف كيف يتجاهل العلماء حين يريدون الحديث مع هؤلاء العقول الصغيرة الفارغة، حتى يعيش الأطفال في دنياهم على حقيقتها.

إن في الأدب القديم وفي الأدب الجديد كثيراً مما يروق التلاميذ صغاراً وكباراً أن يسمعوه، أكثر مما يروقهم أن يقرءوه، وما نرى التلاميذ يؤثرون أن يسمعوا شيئاً أكثر مما يؤثرون القصص. وفي ثنايا القصص يقال كل شئ؛ وهذا رأي لا نحسبه غريباً عن المكتب الفني في وزارة المعارف، وإن كان غريباً عن هذه الإذاعة المدرسية.

وللمعلمين أيضاً إذاعة كما للتلاميذ، وكانت الإذاعة لهم (في الخاتمة) محاضرة قيمة في شؤون التربية والتعليم، ألقاها الأستاذ أمين مرسي قنديل. وليس في المحاضرة مما ينقد إلا شيئاً واحداً، هو أن أستاذاً في التربية يحاضر المعلمين عامة في القطر ثم لا يصحح نطق الجمل ولا إعراب الكلام.

يا معلمينا الأجلاء. افهموا تلاميذكم قبل أن تحاولوا تفهيمهم. . .!

معلم

<<  <  ج:
ص:  >  >>