شاء الله من الألقاب ويطلقون على أحد العلماء (ص٢٣٤): (الأجل السيد الأوحد العالم ضياء الدين شمس الإسلام رضى الدولة عز الشريعة علم الهدى رئيس الفريقين تاج العلماء. . .) ويكتبون عن أنفسهم: (المواقف الشريفة المقدسة النبوية الأمامية الطاهرة الزكية المعظمة المكرمة الممجدة الناصرة لدين الله تعالى. . .).
وفي الكتاب تراجم بعض المشاهير في تلك الحقبة وعهود وتقاليد صدرت عن خليفة الوقت بأقلام المنشئين في ديوانه. وقد وقعت للناشر هفوات لغوية وتحريف بعض آيات الكتاب العزيز منها (ص ١٩٦)(ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك الظالمون). وغلط (ص٨٧) بأن حرف الآية هكذا (الذين كفروا بعضهم أولياء بعض) وصحة الآية الكريمة (والذين كفروا بعضهم أولياء بعض) إلى غير ذلك.
- ٢ -
طبع الجامع المختصر في بغداد وقبله طبع فيها كتاب الحوادث الجامعة لابن الفوطي (بالفاء) البغدادي المتوفى سنة ٧٢٣ بدأه بحوادث سنة ٦٢٦ وانتهى بأخبار سنة ٧٠٠. وللمؤلف يد طولى في التاريخ ووقوف تام على سياسة عصره، وأورد في تاريخه الممتع من الحوادث ما كملت به سلسلة التاريخ في العراق على عهد الانحطاط العباسي. ومن أهم فصول الكتاب وصف المؤلف فاجعة هولاكو التتري سنة ٦٥٦ وقضاءه على الخليفة المستعصم وعلى جميع آل العباس مع ذراريهم وحرمهم وتخريبه بغداد ووضعه السيف في أهلها. وقد قدر القتلى منهم بأكثر من ثمانمائة ألف في بغداد فقط (عدا من ألقي من الأطفال في الوحول، أو من هلك في القنى والآبار وسراديب الموتى جوعا وخوفاً)(واحرق معظم البلد وجامع الخليفة وما يجاوره واستولى الخراب على البلد) وصف ذلك وصفاً ممتعاً لا إفراط فيه ولا تفريط وقد ساعد المؤلف على هذا التوسع والتبسط في الحوادث التي عرض لها أنه كان كأستاذه ابن الساعي أيضاً خازن كتب المدرسة المستنصرية. وذكر في حوادث سنة ٦٣١ ترجمة محمد بن يحيى بن فضلان، وفتح المدرسة المستنصرية، وأبن فضلان هذا كان من العلماء درس في النظامية والمستنصرية (وولى النظر بديوان الجوالي - أي جزية أهل الذمة. حكى عنه انه كتب للخليفة الناصر لدين الله لما كان يتولى ديوان الجوالي رقعة طويلة يقول فيها إن أجرة سكنى أهل الذمة في دار السلام والارتفاق بمرافقها لا يتقدر