أن يقبل أرباب المصالح على توكيلهن في القضايا أو استشارتهن في الأمراض؛ ومن تزوج منهن من رجال لهم مثل صنعتهن، كأن تتزوج الطبيبة بطبيب، والمحامية بمحام، لم يحمدن غبّ زواجهن، لأن التفاوت في قريحتي الزوجين يؤدي إلى أن تحسد الزوجة زوجها على توفيقه في عمله، فتبغضه وتشنأه؛ وثلث المتعلمات في أمريكا لا يظفرن بأزواج، وكلما أحرزن شهادات تخوف الرجل الإقدام على التأهل بهن، ولذلك يحببن الانطلاق بأفكارهن أن أسفن لما صارت إليه حالتهن؛ وثبت أن من تزوجن في فرنسا لم يقدمن على الزواج إلا بعد الثلاثين، وأحياناً في الأربعين، وكان معدل العقم من هذا الزواج تسعة وثلاثين في المائة لا تنسل فيه صاحبته ولا تلد
فتحت في الحرب معظم الأعمال في فرنسا أمام النساء، فأثبت لهن الاختبار أن من الأعمال ما هو من شأن الرجال كقادة الترام، وسوق السيارات، والمحاماة، والطب، فأخذ يرجع بعضهن عن تعاطي هاتين الصناعتين؛ وأثبت النساء الموظفات في الإدارات الحكومية والخصوصية أن امرأة عندما تجلس من وراء كوة أو نافذة للقيام بعملها، تصبح أشبه بالحيوانات المفترسة، وكانت خارج عملها من الساحرات الفاتنات بلطفها وظرفها. قالوا إن النساء إذا شاركن في السياسة يدمثن الأخلاق، ويبطلن الحروب، ويشرعن تشريعاً إنسانياً أكثر من تشريع الرجل، والواقع خلاف ذلك، لأن من الموظفات من إذا رضخ لهن بشيء من المال يبسمن ويغيرن معاملتهن، فما بالك بهن إذا قبضت الواحدة المئات؟ ومن تولين أعمالاً لا شأن لها كثيراً لم ينجحن النجاح المطلوب؛ ومن نجحن كن بتراكيبهن الجسمية أشبه بتراكيب الرجال، من حيث العضلات والقوى. وما نجح النساء في تولي الحكومات لو لم يكن لهن مؤازرون عظماء من الرجال يعملون كل شيء وينسبون ما عملوا للملكات، وإذا رجعنا إلى تراجم الملكات والأميرات نجد كثيرات منهن على جانب من التهتك والخلاعة، وما تعففن عن غمس أيديهن بالدماء - ويكون ذلك أحياناً لمآرب لهن - أو للتخلص من رجال تمتعن بهن، ثم أردن إطفاء ذكرهم. وإذا أردنا أن نذكر شهيرات النساء في الأدب لا نرى غير الرجال يعملون لهن من وراء ستار على الأكثر، وما تركت فيه المرأة وشأنها من الآثار الأدبية كان إلى التفاهة والفهاهة
وعدد المؤلف المساوئ التي تنتج للمجتمع من إعطاء النساء حق الانتخاب وما يتبع ذلك